برغم أن المصارف لا تزال تلعب دوراً محورياً في إدارة تدفقات الأموال التي تحافظ على استمرار دوران العجلة الاقتصادية، إلا أن المراقب يلاحظ أن الصورة العامة للبنوك تراجعت إلى مستوى قياسي، فمن الأهمية بمكان بالنسبة لمستقبل هذه الصناعة أن ترسم خارطة طريق تتضمن ممارسة مهمتها بالشكل الصحيح حتى تضمن مستقبلا زاهرا لها، ويمكن ذلك من خلال اعتماد مزيد من نماذج الأعمال التجارية المستدامة، والتي تتضمن القضايا الحاسمة في الصناعة المصرفية، الملاءمة المنهجية، الامتثال ودمج معايير الاستدامة في الأعمال الأساسية. ومن المعروف أن البنوك تؤثر بقوة على التنمية المستدامة كونها المقرض الأساسي لجميع أنواع المشاريع والأنشطة التجارية، حيث يتم التركيز بشكل اساسي على أداء الأعمال وتحديد البنوك التي تملك وضعاً جيد على المدى الطويل والنجاح التجاري الذي تحقق دون الدخول بمخاطر لا تحتمل بالنسبة للشركة والمجتمع ككل. من المسلم به أن تصنيف الاستدامة لدى المصارف لا يمكن فصله عن الاتجاه العام لسوق الأسهم، لكن وبالرغم من ذلك فقد كان أداؤها في أسواق الأوراق المالية خلال السنوات الأخيرة أفضل بكثير مقارنة مع الصناعة ككل. وبطبيعة الحال هناك ضغط كبير على الصناعة بأكملها لتغيير نماذج الأعمال التجارية، وعمليات الرقابة الداخلية، ومن غير المحتمل أن يتراجع هذا الضغط في المنظور القريب، في ظل بطبيعة الحال هناك ضغط كبير على الصناعة بأكملها لتغيير نماذج الأعمال التجارية، وعمليات الرقابة الداخلية، ومن غير المحتمل أن يتراجع هذا الضغط في المنظور القريب.آثار الأزمة المالية العالمية ومشكلات الديون في أوروبا وأمريكا والدول ذات العلاقة. ولكن على الرغم من بعض المبادرات الواضحة في الأعمال الأساسية والتي تهدف إلى مزيد من السيطرة الفعالة على المخاطر البيئية والاجتماعية، فلا توجد للأسف أي دراسة لأي مؤسسة من المؤسسات الكبيرة، تضع فيها إستراتيجيات الاستدامة الشاملة ضمن أعمالها الأساسية، بما يتطلب ويتفق مع التدابير التنظيمية التي يجب تنفيذها بالفعل في هذا الجانب. وأعتقد أن هذه المشكلة ساءت أكثر في بعض البلدان لاسيما عقب اندماج البنوك المختلفة على أثر الأزمة المالية العالمية، غير أنه من الأهمية بمكان الاستفادة من الدروس المجانية التي تقدمها لنا الأزمة المالية العالمية والتجارب التي أثبتت فشلها حتى الآن لكي نتفادها ولا نقع في حبائلها. وكما يقول المثل «السعيد يتعظ في غيره والشقي يتعظ في نفسه»، ولكن يبدو أننا ما زلنا بعيدين عن رؤية الاتجاه العام الذي يسير بمصارفنا نحو مزيد من نماذج الأعمال التجارية المستدامة ذات المخاطر الأقل.