أصيب العشرات في أعمال عنف اندلعت في محافظة المفرق، شرق العاصمة الأردنية، بين قبيلة بني حسن وقوى سياسية إصلاحية، في تطور جديد للمشهد السياسي بالأردن ينذر بتصدر أجزاء من العشائر للصدام ومجابهة الحراك الإصلاحي.واعتدت مجموعة من أبناء قبيلة بني حسن الأردنية، تطلق على نفسها اسم «فزعة وطن»، على المشاركين في مسيرة إصلاحية بمحافظة الفرق، نظمتها قوى سياسية إصلاحية بمشاركة الحركة الإسلامية الأردنية.وقال شهود عيان ل «اليوم»: إن «أعمال العنف اندلعت بعد اعتداء مجموعة من ابناء بني حسن على المسيرة الإصلاحية»، مبينين أن «المسيرة الإصلاحية ردت على الاعتداء ما استدعى تدخل قوات الأمن لفض الاشتباك». واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لفض الاشتباك، فيما فرضت طوقا امنيا في محيط مسجد المفرق الكبير، الذي انطلقت منه المسيرة. وأكد الناطق باسم المديرية العامة للأمن العام الأردني المقدم محمد الخطيب استخدام قوات الأمن للغاز المدمع. وأشار الخطيب، في تصريح صحافي أمس، أن «قوات الدرك فرقت المشتبكين مستخدمة الغاز المسيل للدموع، بعد تراشق الطرفين بالحجارة».وأصيب خلال أعمال العنف مدير جهاز الأمن العام الفريق الركن حسين المجالي، الذي تواجد في المحافظة منذ ساعات الصباح خشية وقوع أعمال العنف، فيما وصفت إصابته ب «الطفيفة» و»غير الخطرة».وقالت مصادر قيادية بالحركة الإسلامية، في تصريحات متطابقة ل «اليوم»: إن «عشرات المشاركين في المسيرة أصيبوا بجروح بعد قذف مناوئين لهم بالحجارة والزجاجات الفارغة». وبينت المصادر أن «الاعتداء على المسيرة كان مرتبا سابقا»، مشيرة أن «قيادة الحركة الإسلامية كانت قد أرجأت تنظيم المسيرة إلى أمس بعد تهديدات باستهدافها». وأحرق عدد من أبناء بني حسن مقر حزب جبهة العمل الإسلامي بالمفرق، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الأردنية.وبينت مصادر أن «ألسنة اللهب حاصرت قرابة 10 أشخاص داخل مقر الحزب، إلا أن فرق الدفاع المدني أخرجتهم منه».وأشارت المصادر، التي رفضت الكشف عن أسمائها، أن «النيران التهمت كامل محتويات المقر».وحمّل القيادي في الحركة الإسلامية عبد المجيد الخوالدة، في تصريح ل «اليوم»، الأجهزة الأمنية والحاكم المحلي في المدينة المسؤولية عن الاعتداء على المسيرة.وقال الخوالدة، وهو عضو سابق في البرلمان الأردني عن محافظة المفرق وأصيب بإصابات بليغة خلال الاعتداء، إن «الوقوف أمام دعاة الإصلاح دليل للخروج على القانون ودعوة للانفلات الأمني في الاردن «.ووصف الخوالدة مناهضي المسيرة ب «الأصوات الغوغائية»، مطالبا الحكومة ب «محاسبة الخارجين عن القانون».وذات اتجاه، أكد عضو حراك تجمع بني حسن الإصلاحي عبدالكريم الغويري، وهو حراك مشارك في مسيرة أمس الإصلاحية، استمرار القوى الإصلاحية في مسعاها المطالب بالإصلاح، رغم «التهديدات التي تلقاها الحراك».وزاد الغويري «المفرق جزء من الاردن، ومن حقها المطالبة بالإصلاح كباقي محافظات الأردن».وقبيل المسيرة، أصدرت مجموعة من أبناء قبيلة بني حسن، وهي قبيلة أردنية ممتدة، بيانا هددت فيه بالتصدي لفعاليات الحراك الشعبي الإصلاحي.وقال البيان، الذي وزع ليل الخميس وحصلت «اليوم» على نسخة منه، إن «أبناء القبيلة قرروا تسيير تظاهرات مناوئة لمسيرات الحراك الشعبي». واعتبر مصدرو البيان أن «المسيرات تأتي ردا على تطاول المشاركين في المسيرات الإصلاحية والاحتجاجية على النظام الأردني».وحذر بيان بني حسن الحركة الإسلامية من إقامة أية فعاليات احتجاجية داخل المحافظة، متهمين مسعاها في «إقامة مهرجان على أرض قبيلة بني حسن» بأنه «خطوة واضحة لجر فتن لا تحمد عقباها».وذات اتجاه، شهدت العاصمة عمان مسيرة أخرى لقوى الإصلاح، دعت إليها القوى القومية واليسارية، تحت شعار «تأميم المؤسسات الوطنية ورفض رفع الأسعار».وطالب المشاركون في المسيرة ب «إسقاط سلطة رأس المال ومجانية التعليم ومراجعة مشروع قانون الموازنة العامة».وهتف المشاركون في مسيرة العاصمة ب «فليسقط نهج اليمين»، «فليسقط نهج الإفقار.. نهج التاجر والسمسار»، «من الرمثا حتى معان.. الغضب الشعبي في كل مكان»، «بدنا صحة بالمجان»، «بدنا تعليم وأمان»، «تسقط سلطة رأس المال»، «تسقط كل القوانين ضد الفقراء المساكين»، «خصخصتوا المؤسسات وبعتوا كل الجامعات».