ارتبط اسم حي الكرنتينة في جدة بالعشوائية بشكل مباشر مقارنة بالأحياء الأخرى المجاورة، حيث يشتهر الحي بإيواء العمالة المخالفة مما يفسر انتشار الجرائم من مخدرات وتزوير ودعارة، بالإضافة الى أنشطة الدجل والشعوذة، كما أن الطبيعة السكانية داخل شوارعه تشبه المستوطنة النائية التي تبعد عن المقومات الحضارية سنوات طويلة واكتساب الحي شهرة واسعة بين أوساط المخالفين لأكثر من نصف قرن حيث اطلق عليه «الكرنتينة» تبعا لاسم الحجر الصحي لحجاج البحر، بالإضافة الى انعزال قاطنيه وغالبيتهم من الجنسية الافريقية والتي شكلت مجتمعا له خصوصية في انماط المعيشة جاءت به من موطنها الأصلي. ويؤكد سليم خرشي أن العشوائية لا تقتصر على الطرق والمباني فالفوضي في حركة البيع والشراء التي يتم خلالها تصريف المسروقات في وضح النهار وتجارة المواد التموينية الفاسدة منتهية الصلاحية التي يتم بيعها على البسطات، بالإضافة الى الخردوات والملابس والأثاث والأجهزة الكهربائية المستعملة، مشيرا الى أن اطراف الطرقات تنتشر بها مبيعات المنشطات العشبية التي يتم تسويقها من قبل نساء افريقيات مثل ثمرة «القورو» التي تستخدم للنشاط الجنسي ويدمنها سكان الكرنتينة. ويضيف أحمد عبود أن سكان الحي يستغلون الطرقات الملتوية بمداخلها ومخارجها لتشغيل المتسولين والمتسولات من الأطفال والنساء وخاصة اصحاب العاهات، حيث يتواجدون عند اشارات المرور وبجوار ماكينات الصراف الآلي والمطاعم والمساجد، بالإضافة الى توزيع العمالة السائبة لغسيل السيارات وتوظيفهم في المواقع المخصصة باحتكارية يصعب اختراقها لمن لا يعمل تحت سيطرة مناطق نفوذهم، وينتشرون في الشوارع الأساسية مثل شارع البلدية واليوربا والبلدية وحارة المصاوعة وبرحة المكسورة، لافتا الى أن لكل شارع اسما متداولا بين المجموعات الافريقية ورمز كنوع من التشفير لتسهيل الحركة ومنع المتطفلين من معرفة اتجاهاتهم وخاصة المروجين والمتعاملين في السحر والشعوذة والتجار المتخصصين في السلع والأجهزة الكهربائية المسروقة. سكان الحي يستغلون الطرقات الملتوية بمداخلها ومخارجها لتشغيل المتسولين والمتسولات من الأطفال والنساء وخاصة اصحاب العاهات، حيث يتواجدون عند اشارات المرور وبجوار ماكينات الصراف الآلي والمطاعم والمساجد، بالإضافة الى توزيع العمالة السائبة لغسيل السيارات ويشير سالم عسيلي إلى معاناة المواطنين من دهاليز حي «الكرنتينة» التي تحولت الى علامات استفهام، مضيفا ان المارة بشوارع الحي يشعرون وكأنهم في بلد افريقي من العصر البدائي بكل ما فيه من غموض الناس ونظراتهم التي تعلن الغضب هذا اذا ما خرجت سالما ولم تتعرض لاذى، مؤكدا أن المواطنين تقلصت نسبتهم الى اقل من 20 بالمائة من سكان الحي، بالإضافة الى معاناتهم حالة من القلق المستمر حيث يختلط الحابل بالنابل في بيئات غير متجانسة وسط الازدحام وتوجس المارة خشية تعرضهم للأذي من ممارسي تجارة الممنوعات أو الباحثين عن زبائن الشعوذة أو من يتحينون الفرصة لتصريف المسروقات. ويؤكد مصدر مسؤول بأمانة جدة ل «اليوم» أن هناك لجان مراقبة في البلديات الفرعية تقوم بجولات ميدانية لرصد الأسواق العشوائية ومتابعتها، مشيرا الى أن سلوكيات سكان «الكرنتينة» تعد سبباً رئيسياً في الفوضى التى تشهدها شوارع الحي نظرا لتواجد الباعة المفترشين داخل الأزقة وما يصدر عنهم من اهمال النظافة والقاء المخلفات التي يقوم آخرون منهم بنبش الحاويات لجمع معلبات المشروبات الغازية، لافتا الى أن سيارات النظافة تجد صعوبة في الدخول الى الطرقات الضيقة التي تكثر بها النفايات حيث يتم جمعها يدويا، لافتا الى وضع خطة لمعالجة المشكلة من خلال تعيين افراد من جنسياتهم للاشراف على فرق مقاول النظافة والبلدية الفرعية. مشيرا الى قيام شرطة جدة بحملات متواصلة على مدار الساعة لحفظ الأمن داخل الحي، فيما أكد المتحدث الرسمي وجود خطط تعتمد تكثيف المتابعة والرقابة من خلال الجولات الميداينة التي تقوم بها دوريات الأمن والبحث الجنائي. من جانبه أوضح المتحدث الرسمي لجوازات منطقة مكةالمكرمة أن دوريات الجوازات تقوم بحملات متفرقة على الأماكن العامة والأسواق فيما يخص أنظمة الجوازات، حيث تكون الحملات موسمية ومجدولة، مشيرا الى أن دوريات الجوازات تشارك الأمانة في حملاتها على الأسواق بالاحياء العشوائية التي تكثر بها العمالة المخالفة، حيث تقوم الجوازات بضبط المخالفين لأنظمة الاقامة.