وفرت أزقة حي الكرنتينة وشوارعه (جنوبي جدة) الضيقة للمخالفين لأنظمة الإقامة والعمل، مرتعا للاختباء بعيدا عن أعين الأجهزة الأمنية، وبالأخص للأفراد القادمين بطرق غير نظامية من الدول الأفريقية. ورغم الجهود التي تبذلها الجهات المعنية في الشأن الأمني والبلدي لإعادة تأهيل الحي والقضاء على الظواهر السلبية المتنامية، بيد أن المعطيات الميدانية وبحسب الأخبار التي تتردد بين حين وآخر ما زالت تؤكد على تزايد أعداد المخالفين وانتشار السلبيات بشكل لافت، خصوصا جرائم المخدرات والأحداث الجنائية. واختلفت المصادر التاريخية في نشأة حي الكرنتينة، إذ أرجع البعض بدايته إلى إقامة مجموعات من المهاجرين القادمين من الحبشة فيه قبل أن تسكنه أسر سعودية، فيما أجمعت معظمها على أن تسميته جاءت نتيجة لتخصيص الحي إلى مركز إيواء للحجاج المرضى القادمين من أفريقيا، حيث كانوا يحجرون في المحجر الصحي الواقع في الكرنتينة في ذلك الوقت للكشف عليهم. وأكد المتحدث الرسمي في جوازات منطقة مكةالمكرمة الرائد محمد الحسين، استمرار الحملات وفق آلية مجدولة لملاحقة جميع المخالفين في حي الكرنتينة والأحياء الأخرى، موضحا أنه من يتم القبض عليهم يحولون إلى إدارة الوافدين ليتم عرضهم على نظام البصمة، للتأكد من عدم وجود بلاغات عليهم أو ملاحظات ليتم تسفيرهم إلى بلدانهم بعد التنسيق مع سفارات بلادهم وقنصلياتها في المملكة. من جهته، قال المتحدث الأمني في شرطة جدة العميد مسفر الجعيد إن الجهات الأمنية تعمل وفق خطة تعتمد على تكثيف الحملات الأمنية المنفذة من دوريات الأمن، مؤكدا تواجد الدوريات الأمنية ودوريات البحث الجنائي على مدى ال24 ساعة لحفظ الأمن داخل الحي. وأشار العميد مسفر الجعيد إلى وجود تعاون مع الجهات الحكومية بهذا الصدد، بالإضافة الى تخصيص الرقم 6425550 لتلقي البلاغات والملاحظات غير الطارئة التي يعاني من السكان في الشأن الأمني، حيث يتم اتخاذ اللازم حيالها بعد التأكد من صحة المعلومات. بدوره، بين ل «عكاظ» مصدر في أمانة جدة أن الأمانة تتابع أوضاع حي الكرنتينة من خلال ملاحقة الباعة الجائلين في الطرقات والمحال التجارية والمطاعم، مشيرا إلى أن الأمانة تؤدي جهودا كبيرة في مجال القضاء على ظاهرة غسل السيارات التي يزاولها المخالفون في الشوارع حفاظا على البيئة، وذلك بالتنسيق مع الجهات الأمنية. ورصدت «عكاظ» في جولة ميدانية في حي بريمان أمس، آراء المواطنين والوافدين القاطنين في الحي عن المشاكل التي يواجهونها جراء انتشار العمالة المخالفة، والمخاوف التي يعانون منها. وينتقد عبد الله البداح (من سكان الحي) تجاهل الجهات المعنية في الشأن البلدي للوضع البيئي السيئ للحي، مضيفا «تعرضت شوارع حيوية في الحي لأضرار جراء السيول الماضية، وتلف كبير لم يتم إصلاحها حتى الآن». وأشار البداح إلى أن معظم الجهود التي تبذلها شركات النظافة انحصرت منذ وقت طويل وتضاءلت نتيجة لانشغال عمالة تلك الشركات في جمع البقايا المعدنية والعلب الفارغة والكرتون وغياب الدور الرقابي على الشركات.