عاد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الذي كان في دبي للعلاج الى باكستان يوم الاثنين وسط توتر متصاعد بين حكومته المدنية والجيش بشأن مذكرة تتهم جنرالات البلاد بالتخطيط لانقلاب. وليس واضحا متى سيعود الرئيس لممارسة عمله، ولا يحظى زرداري بشعبية كما أن علاقته بالجيش متوترة. وقالت شازيه مري وزيرة الاعلام باقليم السند وعاصمته كراتشي لرويترز: الحمد لله الرئيس بصحة جيدة ولهذا عاد» ،لكن أنشطته على مدى الأيام القليلة المقبلة ستتوقف على مشورة الأطباء. وقد يتضرر زرداري من المذكرة التي أفادت تقارير بأن الذي صاغها هو السفير الباكستاني لدى الولاياتالمتحدة التي تريد استقرار باكستان حليفتها حتى تساعدها في انهاء الحرب في أفغانستان المجاورة. وكان رجل الأعمال منصور اعجاز كتب مقالا في صحيفة فاينانشال تايمز في العاشر من اكتوبر قال فيه : إن دبلوماسيا باكستانيا كبيرا طلب تسليم مذكرة لوزراة الدفاع الامريكية «البنتاجون» يناشد فيها الولاياتالمتحدة المساعدة في منع انقلاب عسكري في الفترة التالية للهجوم الذي قتل خلاله زعيم تنظيم القاعدة. وقال اعجاز فيما بعد: إن الدبلوماسي يدعى حسين حقاني كان السفير الباكستاني في واشنطن آنذاك والمقرب من زرداري. ونفى حقاني أي علاقة بالمذكرة ، لكنه استقال بسببها. وبدأت المحكمة العليا أمس الاثنين جلسات لنظر التماس يطلب التحقيق في من يقف وراءها. ويتمتع زرداري بالحصانة من المحاكمة بوصفه رئيسا، لكن الجدل قد يلحق به ضررا سياسيا بالغا، واذا ثبت وجود صلة فان الجيش الذي لا يثق في زرداري منذ فترة طويلة قد يضغط من أجل الاطاحة به. ورغم من أن زرداري رئيس شرفي الى حد كبير منذ التعديلات الدستورية التي جرت العام الماضي إلا أنه يتمتع بنفوذ لا بأس به كزعيم للحزب الحاكم، وستمثل الاطاحة به اهانة للقيادة المدنية وستسقط البلاد في حالة من الفوضى. وفي حين شكك مسؤولون حكوميون في مصداقية اعجاز فان قائد الجيش الجنرال اشفق كياني دعا الى التحقيق في المذكرة التي قال: إنها حاولت الاضرار بالأمن القومي.