ذكرت وسائل إعلام باكستانية الاثنين أن 15 سفيرا ومفاوضا ساميا باكستانيا عقدوا يوم الاثنين مؤتمرا في إسلام أباد برئاسة رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني، بهدف مراجعة السياسة الخارجية، في أعقاب هجوم شنه حلف شمال الأطلسي على موقعين حدوديين أسفر عن مقتل 24 جنديا. ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «جيو» الإخبارية الباكستانية عن مصادر قولها: إن الموضوعات الرئيسة المدرجة على جدول أعمال المؤتمر، الذي يستمر يومين، تتمثل في مراجعة السياسة الخارجية وشروط التعاون مع الولاياتالمتحدة وقوة المساعدة الأمنية الدولية في أفغانستان (ايساف) في الحرب ضد الإرهاب. وأشارت المصادر إلى أنه من المقرر تكليف السفراء المشاركين في المؤتمر بمهمة خاصة تتمثل في كشف «وحشية» الناتو للمجتمع الدولي، وكذا توضيح تداعيات الهجوم على نقطتي التفتيش الباكستانيتين في الدول التي يعملون بها، حسب القناة. من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية عبدالباسط: إن مؤتمر المبعوثين الباكستانيين سيناقش مختلف جوانب السياسة الخارجية، وأضاف أنه جار مراجعة السياسة الخارجية بناء على توجيهات وقرارات الحكومة الاتحادية ولجنتها الدفاعية، خاصة فيما يتعلق بقضية علاقات باكستان مع حلف الأطلسي والولاياتالمتحدة على خلفية هجوم الناتو. ومن المقرر أن توضح وزيرة الخارجية الباكستانية حنا رباني خار ووكيل وزارة الخارجية سلمان بشير للمشاركين في المؤتمر الخطوات التي سيتم اتخاذها بعد هجوم حلف الأطلسي. وأفادت مصادر حكومية بأن الحكومة قررت عدم استئناف إمدادات حلف الأطلسي حتى تقدم الولاياتالمتحدة والحلف وقوة ايساف اعتذارا خطيا عن الهجوم. وأفادت مصادر حكومية بأن إسلام أباد قررت عدم استئناف إمدادات حلف الأطلسي حتى تقدم الولاياتالمتحدة والحلف وقوة ايساف اعتذارا خطيا عن الهجوم. وكان الهجوم الذي وقع في 26 نوفمبر الماضي على موقعين حدوديين باكستانيين في منطقة مهمند القبلية على طول الحدود الافغانية قد أسفر عن مقتل 24 جنديا وإصابة أكثر من 12 آخرين. وأدى الهجوم إلى زيادة توتر العلاقات بين باكستانوالولاياتالمتحدة الحليفتين في الحرب ضد الارهاب. وردا على ذلك أغلقت باكستان طرق الإمداد للناتو التي تمر خلال البلاد إلى أفغانستان ما أدى إلى تقطع السبل بمئات من عربات النفط والشاحنات التابعة للحلف وتعرضها لهجمات المسلحين. وقدم الناتو اعتذاره في وقت سابق عن تلك الضربات الجوية، واصفا إياها بأنها «حادث مأساوي غير مقصود»، فيما وصف البيت الأبيض كذلك سقوط عدد من القتلى إثر ذلك بأنه «مأساة». من ناحية ثانية أعلنت الشرطة الباكستانية أمس الاثنين أن مسلحين هاجموا قافلة إمدادات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) فى جنوب غرب باكستان ما أسفر عن مقتل سائق. وقال إمام باخش من مركز شرطة المنطقة هاتفيا لوكالة الأنباء الألمانية: « إن المسلحين المجهولين هاجموا القافلة في وقت متأخر من يوم الأحد الماضي ما أسفر عن مقتل سائق وإصابة آخر قبل إضرام النيران في خمس سيارات». وقد وقع الحادث في منطقة دهادهير في كاشي على بعد 140 كيلو مترا جنوب شرق كويتا عاصمة إقليم بلوشستان. وكانت قافلة ناقلات النفط في طريقها لقوات الناتو المتمركزة في أفغانستان، لكنها عادت بعدما أغلقت باكستان طرق الإمداد. يذكر أن 23 ناقلة نفط تابعة للناتو قد تدمرت الخميس الماضي في هجوم صاروخي بالقرب من كويتا. كما نقل عن رئيس الوزراء الباكستاني قوله: إن رئيس البلاد آصف علي زرداري سيظل في دبي لأسبوعين اضافيين بعد ان أثار نقله الى مستشفى هناك توقعات باحتمال استقالته. وقالت مصادر الأسبوع الماضي: إن زرداري «56 عاما» أصيب على الأرجح بخلل عابر في المخ جراء فقر دم يمكن ان يؤدي لظهور أعراض أشبه بأعراض السكتة الدماغية، لكن دون ان يكون له تأثير دائم على المخ. وأبلغ رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني هيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي في مقابلة بثت على موقعها الالكتروني الاحد ان الرئيس الباكستاني يتحسن بسرعة في المستشفى، لكنه يحتاج للبقاء هناك لأسبوعين اضافيين قبل العودة للوطن. ونفى جيلاني ما تردد عن ان الرئيس أصيب بجلطة دماغية وان الجيش حاول الاطاحة به. ويعاني زرداري ارتفاع ضغط الدم والسكري وواجه ضغوطا شديدا في الأسابيع الأخيرة بعد استقالة سفير بلاده في واشنطن على خلفية مذكرة مزعومة لوزارة الدفاع الامريكية طلب فيها المساعدة في إحباط محاولة انقلاب في مايو.