انتقل الى رحمة الله وعفوه الاحد الفنان التشكيلي محمد الصندل 1364 في مدينته الاحساء بعد مشوار طويل في مجال الفن التشكيلي وادارته فقد اسهم الراحل في تأسيس جمعية الثقافة والفنون بالاحساء وكان من الاوائل الذين بذروا وجودها بجمعية للفنون الشعبية في الاحساء كان أول رئيس لها. مسيرة الفنان بدأت مبكرة. من بداياته الدراسية ثم ممارسته مهنة التعليم بعد تخرجه من معهد إعداد المعلمين. ارتبط الفنان ببيئته والمتتبع لاعماله المبكرة سيجد انه يختلف عن كثيرين غيره فلوحته مغايرة ومختلفة ولها خصوصيتها. ابدا ع الفنان انطلق من ذاكرة غنية ومشبعة بالصور والمشاهد المحلية وبالتالي فهو عندما يرسم فإنه يعيش المشهد بكل تفصيلاته وأراه مثل شريط يستعيده الفنان ويحاكيه بذاكرته واستعادته قوية فالتفاصيل لا تغيب والروح المحلية طاغية وثابتة في كل تفاصيل الصورة. عندما نقارن الفنان بمجايليه أو حتى ببعض من سبقوه في الحضور والعرض فسنجده يلتقي على سبيل المثال مع الكويتي أيوب حسين وهذا الفنان توجه الى البيئة الكويتية بكثير من مشاهدها القديمة وسعى الى التفصيل فيها كما ان اهتماماته المتواصله جعلته يتجه الى مواضيع متنوعة من الحياة البيئية المدنية والبرية والبحرية. ان اهتمامات الصندل في توثيق المكان الاحسائي انحصر في عدد من الاعمال والمواضيع ذات المساس بالحياة الاجتماعية الاقدم. لوحة الفنان الصندل مختلفة في جوانب الاداء الفني البسيط وايضا الموضوع الذي يختاره ويرسمه.. مثلا عدد من الفنانين والفنانات في المملكة والخليج رسموا ليلة الحناء ولكن لوحة الصندل تختلف بدرجة كبيرة عن من رسموا الموضوع نفسه وسنجد مثلا ان المكان الذي رسمه الصندل لا يشبه الا أماكن في الاحساء والشخصيات المرسومة في ملامحها ولباسها لا نجدها الا في الاحساء والادوات ايضا حتى لكأننا نعود الى الزمن الذي اختاره لنا الفنان واعادنا الى جماله وبساطته وروحه التي نستشعرها نحن الذين عشناه، ايضا سنجد ان كل ذلك يلتقي والروح الفنية الاصيلة والحس المرهف والعفوية المتدفقة التي يرسم بهاالاعمال التي تلامس البيئة الاحسائية او تتناولها عند الفنان قليلة من بينها لوحته الصدر وهي لوحة رسمها في الستينيات، وربما من لوحاته المبكرة وعلى البساطة التي يرسم بها الا انها ايضا كانت تحمل دلالاتها المكانية الخاصة. من اعمال الفنان «الفلاح «و»امراة بملابس تقليدية» ولوحات اخرى قليلة تختلف عن لوحات أي فنان اخر رسم الموضوع نفسه فهناك كما اشرت روح متشبعة بالمكان وبالمشهد ذاته فالصندل لا يرسم جزافا والفكرة قد تأخذ منه كثيرا يستعيدها ويشرحها ويفصلها ويدرس جوانبها الى ان تحال الى مخطط يبدأ به العمل ويأخذ منه الاهتمام والوقت الكافيين اللذين يكفلان نتيجة ناجحة وملفتة ومختلفة ايضا. إننا من منطلق أصالة الفنان ودوره في الحركة الثقافية والفنية عبر فترة زمنية ندعو من خلال (اليوم) الى المحافظة على اعماله الفنية وخطوة جمعية الثقافة والفنون بالأحساء بتكريمه مقدرة لها ونرجو ان يجد اسم هذا الفنان واعماله تقديرا وتكريما أكبر على مستوى المملكة وكما يُفعل للمتميزين والمخلصين امثاله فهو ليس فقط رساما متميزا بل ومربيا واخا لكل من عرفه وتعامل معه، رحم الله محمد الصندل واسكنه فسيح جناته. من أعمال الفقيد