بدأت تقنيات الأوامر الصوتية تدخل تدريجيا إلى عالم أجهزة الهواتف المحمولة في تطور تقني ربما يجعل التعامل مع الأزرار وشاشات اللمس ضربا من الماضي. وتبدو الأوامر الصوتية في الهواتف الذكية فكرة صعبة التطبيق للوهلة الأولى، نظرا لتنوع وكثرة التطبيقات على هذه الأجهزة مثل تطبيقات الملاحة المعتمدة على تقنية» GPS»، ومتصفحات الإنترنت بمختلف أنواعها، والبريد الإلكتروني وغيرها من التطبيقات، ولكن أثناء القيادة أو المشي في الطريق يبدو استخدام الاوامر الصوتية في بعض الاحيان ضرورة، فكثير من المستخدمين يتبادر إلى ذهنهم استخدام الأوامر الصوتية التي تمكن من دخول واستخدام معظم التطبيقات في الهاتف أثناء قيادة السيارة او السير في الأماكن المزدحمة. ومن أهم التطبيقات المستخدمة حاليا هي تطبيق بحث جوجل الذي يعتمد على الأوامر الصوتية في البحث , إضافة إلى تقنية «SIRI» والتي صممت من قبل شركة أبل على هواتفها التي دمجت في «IPhone 4S» ، فباستخدامها يمكن أن تطلب من هاتفك أن يحضر لك حالة الطقس في مدينة معينة أو المكان الأنسب لتناول الغذاء اليوم، كما يمكنك إخباره أن يقوم بتذكيرك بموعد ما، أو إرسال رسالة نصية أو بريد الكتروني وغيرها الكثير من الأوامر. ويؤكد الخبير التقني عمر العمودي أن الأوامر الصوتية اعتيادية ومعروفة منذ زمن، لكن الجديد هو استخدامها لكثير من مبادئ الذكاء الاصطناعي مثل «Knowledge Base»، لانها تقوم بتوليد الرد بطريقة ذكية بناء على ما قد تم وضعه وخزنه مسبقا حسب الجملة التي قالها المستخدم وكأنه يتحدث مع إنسان يسمع ويفكر وينفذ الأمر ويرد بجملة مصاغة. وقال إن مراكز الاتصالات في بعض الدول الأوروبية باتت تلجأ إلى تقنية تميز الصوت والأوامر الصوتية في خدمة عملائها، حتى إن الأجهزة المعتمدة باتت قادرة على التمييز بين صوت المتصل الغاضب أو المرتبك ونقل الاتصال إلى من يهمه الأمر. يعيب تقنيات الأوامر الصوتية افتقارها لدعم اللغات المختلفة، فأغلب برامج وتطبيقات الأوامر الصوتية تعتمد فقط على اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، كما أنها لا توفر الدعم للأماكن والخرائط إلا في الولاياتالمتحدة حتى الآن ،كما تفتقر في استيعابها للأسماء العربية مما يجعلها لا تلاقي ذلك الإقبال والشغف في الكثير من دول العالم.ويحذر خبراء من الجانب المظلم لتكنولوجيا الأوامر الصوتية لأنها تعد بخسارة ملايين الوظائف التي يشغلها البشر، حيث يخشى ان تحل مكانهم الآلات التي تفهم الكلام وتتمكن من القيام بمهام بسيطة مطلوبة منها، لكنها ربما تخلق التقنية الجديدة مزيدا من الإبداع وفرص العمل كما فعل الإنترنت الذي أدى إلى أعمال وأشكال جديدة من التواصل كالشبكات الاجتماعية والمنتديات الإلكترونية، فلم يأت اليوم الذي تقوم به آلة ذكية بتدريس الطلاب ومساعدة الأطباء وقيادة السيارات دون مساعدة العنصر البشري. وقال الخبير التقني أحمد العبداللطيف:» كثير من الشركات تعتبر تجربة الجيل الجديد من الأوامر الصوتية رائعة ومسلية في البداية إلا أنها صعبة جدا في تطبيقها، لكنها بدأت بالظهور كميزة تنافسية بين هاتف وآخر، فالجيل الجديد من تقنيات الأوامر الصوتية تسمح لك بالتحدث بطريقة أكثر طبيعية, فلو أردت الاستيقاظ في العاشرة صباحا على سبيل المثال فلن تحتاج إلا لقول «wake me up at ten». وتابع «الأوامر الصوتية في الجيل السابق لم تكن تعتمد إلا على حفظ مقطع صوت معين مربوطة بأمر محدد مثل اسم جهة اتصال، والتي يتم بعدها إدخال الأمر الصوتي إلى الهاتف ليتم تميز الصوت والبحث في قاعدة البيانات في الهاتف عن الأمر المطلوب، الفارق الحالي بين التقنيتين كبير لكنه لا يمنع أن نتوقع أوامر صوتية أكثر تطورا وأكثر ذكاء في المستقبل لكنها قد لا تتخذ نفس الهيئة المستخدمة حاليا». وردا على سؤال عن العراقيل التي تعترض تقنيات الاوامر الصوتية قال الخبير التقني عمر العمودي ان ما يعيبها هو افتقارها لدعم اللغات المختلفة، فأغلب برامج وتطبيقات الأوامر الصوتية تعتمد فقط على اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية، كما أنها لا توفر الدعم للأماكن والخرائط إلا في الولاياتالمتحدة حتى الآن ،كما تفتقر في استيعابها للأسماء العربية مما يجعلها لا تلاقي ذلك الإقبال والشغف في كثير من دول العالم. وتابع العمودي «أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مهيمنة بشكل متزايد على الأجهزة النقالة، فهي لا توفر الترفيه فقط، بل أصبحت أيضا وسيلة للحفاظ على الاتصال مع العائلة والأصدقاء ، لكن بالنسبة لبعض المكفوفين فالوضع مختلف فقد سهلت تقنيات الأوامر الصوتية لهم التواصل عبرها من خلال الألعاب وبرامج الدردشة والتي كانت خيارات غير متاحة في السابق، حتى ظهرت تقنية الأوامر الصوتية ، التي سمحت لهم بالتمتع باللعب عبر الإنترنت من خلال الهواتف، حيث يستخدم تطبيقات الصوت لمساعدة المكفوف على «رؤية» ما هو على الشاشة والتفاعل معه دون ان يراه فعليا».