ان مستقبل الأمم في شبابها وجيلها الواعد؛ لأنه هو زاد المستقبل وهو الأمل الذي تبني عليه الدول خططها وبرنامج تطوّرها وتنميتها؛ لأن الشباب (ذكوراً وإناثاً) هو وقود النهضة الحديثة التي تأخذ بالوطن إلى مستوى علمي واقتصادي وعمراني متقدّم ينافس الدول الأخرى في العالم التي تتسارع وتجتهد في الوصول إلى أهدافها التنموية لتكون ضمن الدول المتقدّمة، التي توفر لشعوبها الرفاهية والخدمات والدخل الاقتصادي المناسب للفرد. لقد شاهدت، كما شاهد غيري، شبابنا في الخارج الذين يؤدون تحصيلهم العلمي في مختلف التخصصات سواء لدرجة البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراة أو الذين يعملون مع شركات ومؤسسات أجنبية لمدة معينة، حيث إن هؤلاء الشباب في الغالب حريصون على دراستهم أو عملهم وهم بطبيعة الحال سينتهون من هذه المرحلة الدراسية أو العملية، كما انتهى من سبقهم وسوف يعودون للوطن مسلّحين بالعلم والمعرفة مع اطلاعهم على الحضارة والتقدّم من خلال معايشتهم طبيعة الحياة لعدة سنوات بالدول التي كانوا فيها حيث كلنا ندرك رقي مستوى النهضة والحضارة والتطوّر في هذه الدول التي توجّه لها شبابنا للدراسة أو العمل. من الطبيعي بل محتم علينا كدولة.. التواصل مع هؤلاء الشباب الذين يعدّون بعشرات الآلاف لكي يكونوا على تواصل مع ما يجري في بلادهم وكذلك لمعرفة وايضاح فرص العمل التي تنتظرهم وكذلك لتحفيزهم للقيام بدورهم الوطني. لذا من الطبيعي بل محتم علينا كدولة التواصل مع هؤلاء الشباب الذين يعدّون بعشرات الآلاف لكي يكونوا على تواصل مع ما يجري في بلادهم وكذلك لمعرفة وايضاح فرص العمل التي تنتظرهم وكذلك لتحفيزهم للقيام بدورهم الوطني الذي ينتظرهم ليقوموا باستلام شعلة النهضة ممن سبقهم على اسس علمية وحضارية متقدّمة، إن تجربة نقل الخبرة والمعرفة والتطوّر الحضاري قد مرّت بها العديد من الشعوب والدول في مختلف مراحل الحياة وعلى عدة مستويات سواء العلمية أو الصناعية أو الاقتصادية، ولا شك في أن المملكة إحدى هذه الدول التي سعت سابقاً قبل اكثر من نصف قرن لتطوير مجتمعنا من خلال نقل مكتسبات الدول الأخرى والخبرات والمعارف التي سبقونا بها كدول متقدّمة، وحالياً نمرُّ بنفس المرحلة ولكن بصورة أكبر وأوسع. أن املنا جميعاً كولاة أمر ومسؤولين ومواطنين بما لدينا من رصيد من هؤلاء الشباب الواعي أن مسؤولياتهم أن يقوموا بدورهم المأمول في خدمة بلادهم وشعبهم ونقل التطوّر والرقي العلمي الذي درسوه واكتسبوه ليستفيد منه وطننا الغالي ولنحقق الطموح الحضاري الذي نتطلع له جميعاً في دولتنا المباركة.. وإلى الأمام يا بلادي.