وتحل ذكرى البيعة كواحدة من المناسبات الوطنية التي يجب أن تُستثمر لترسيخ الوعي الوطني، وتعميق الانتماء، وإطلاق المبادرات للرقي، وتسريع مسارات التنمية والتطور والحداثة، لجعل المملكة منارة للعلم والحضارة والتقدم، كونها منبع الثقافة الإسلامية والحضارة العربية. لا نريد أن يكون الاحتفال بذكرى البيعة مجرد مناسبة احتفالية تنتهي بمرور يومها ثم ننتظر العام القادم ليتبارى الكتاب والمسؤولون في الكتابة والإشادة، في حين يُفترض أن نستثمر هذه المناسبة الوطنية للتعريف بمعنى مبايعة ولي الأمر وكيف تكون البيعة محققة لمعانيها النبيلة، وهي في جوهرها تتطلب أن يقوم كل منا بدوره ومسؤولياته بكفاءة وحرص وإخلاص، فنكون بذلك القدوة الصالحة لكل أبناء الوطن وخصوصاً شبابه الذين يشكلون الثروة الحقيقية لهذا الوطن المعطاء، والذين هم في أشد الحاجة إلى نماذج مشرقة، تذكي فيهم شوق التطور والتقدم والعلم والمعرفة، وتنمي مشاعر التفاؤل والأمل، وتعضد الجدية والرغبة في النجاح وتحقيق الإنجازات التي ترفع من شأن المواطن والوطن في هذا الوقت الذي بدأت تتكشف فيه معالم عصر جديد تتسارع فيه الإنجازات العلمية. ولا شك بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يمثل لنا كسعوديين وكمواطنين قدوة حسنة ورائعة يحشد الهمم ويطلق المبادرات. ولقد حفل عهده الميمون بالعديد من الإنجازات التي حققت الشيء الكثير لبلادنا المملكة العربية السعودية في مجالات عدة، تطويراً وتحديثاً للتعليم ومناهجه، وتوسع في التعليم الجامعي وأطلق الابتعاث للخارج ليمد الوطن بكفاءات علمية مدربة نهلت من منابع عدة من حضارات متنوعة، وطوَّر القضاء للارتقاء به حتى تتواصل المملكة تحقيق العدالة التي هي أساس التطور والتعايش وتحقيق المساواة بين المواطن وكل إنسان يعيش على هذه الأرض الطاهرة، كما شملت مبادرات خادم الحرمين الشريفين التطويرية تحديث أوجه الحياة في كل قطاعات الدولة حتى باتت المملكة العربية السعودية -بحمد الله- قوة اقتصادية عالمية وواحدة من أفضل عشرين دولة متقدمة اقتصادياً، وقوة دولية متميزة رائدة إقليمياً ودولياً نفتخر بها كسعوديين وعرب ومسلمين، إذ حققت المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز موقعاً دولياً متقدماً، وأضاف - حفظه الله - العديد من الإنجازات في عهده الميمون ليضيف إلى إنجازات والده وإخوته الكرام. استعادة واستعراض هذه الإنجازات والتحدث عنها ما يفترض أن نذكر بها أجيال المملكة لنعزز الانتماء والارتباط بالوطن وقادته.