دفعت النسمات الباردة أهالي بريدة إلى الاتجاه نحو تخزين الحطب بأنواعه المختلفة في ظل توقعات ببرد قارس، وأيضا ازدياد عدد المخيمات البرية وكثرة الرحلات والتنقلات البرية لأهالي بريدة في الشتاء والتي تتطلب وقود التدفئة، فيما أدى الإقبال المبكر على شراء الحطب إلى ارتفاع الأسعار، وبلغ سعر حمولة «الوانيت» 1100 ريال بعد أن كانت تباع ب800 ريال، فيما كان أكثر أنواع الحطب طلبا هو «السمر» في ظل نقص «الأرطى» و«الغضا». وتواكب مع انتعاش الحطب زيادة مبيعات ورش الحدادة ومؤسسات المقاولات المتخصصة في أشغال مواقد النار، وتشهد السوق السعودية بيع مواقد محلية الصنع من الألمنيوم والحديد، وتجد رواجا مقابل المنتجات السورية النحاسية والتي تعد الأغلى سعرا، وتبدأ ب200 ريال للصغيرة، و600 ريال للكبيرة. ويشير أحد بائعي الحطب إلى أن سيارة من نوع «دينا» مملوءة بالأرطى «وهو مع السمر أحد أجود أنواع الحطب زكي الرائحة» يصل سعرها إلى 1500 ريال كحد أعلى، ويضيف أن الأسعار زادت بنحو 300 ريال عن الأسبوع الماضي بسبب الإقبال الكبير، فيما يتم حظر احتطاب الشجر الأخضر، ويسمح باحتطاب الشجر اليابس، وتتراوح أسعار الحزم الصغيرة بين 30 و40 ريالا. واشتكى بعض المواطنين من ارتفاع الأسعار، إضافة إلى التلاعب والغش اللذين يحدثان من باعة الحطب، إذ يبيعون أخشابا من أشجار غير معروفة، وهذه الأخشاب شبيهة إلى حد كبير بحطب السمر. لكن عند إشعاله، تكون رائحته كريهة، إضافة إلى كثافة دخانه، وهو من أخشاب ماليزية، وليس مخصصا لإشعال النار. الطريف أنه عند اقترابنا من تاجر آخر للحطب أبدى تذمره من الصحفيين بقوله: «أنتم تأتون هنا للسؤال عن الأسعار وبعد نزول أخبارنا بالصحيفة تلاحقنا الجهات المسؤولة وتمنعنا من الاحتطاب فنجلس بقية الموسم «مفلسين»!.