يتجلى الإبداع رغم المعاناة في الشاب محسن آل إسماعيل 29 عاماً الذي يعاني من شلل أطفال منذ الولادة، فهو أول رياضي من ذوي الاحتياجات الخاصة فئة المعاقين في المملكة والخليج الذي يجيد السباحة في البحر بأدوات الغطس تحت أعماق تصل إلى أكثر من 18 مترا، فيما لم تمنعه إعاقته من تحقيق طموحه من خلال ممارسة رياضته المحببة والتي عشقها منذ أن كان في سن العاشرة من عمره،. محسن وصف كيفية اكتسابه لمهارة هذه الرياضة فيما كانت ملامح الثقة واضحة في وجه فقال :» ليس مستغربا أن أكون أول معاق في منطقة الخليج يجيد رياضة الغطس في البحر، فحبي لهذه الرياضة زاد من إصراري وعزيمتي على تعلمها، فعندما بدأت أتدرب على هذه الرياضة قبل شهرين بمعاونة مدربي الذي ساعدني على كسر حاجز الخوف والاعتماد على النفس أثناء الغطس باستخدام المعدات .. هو أكثر ما جعلني أشعر بالرغبة الجامحة في تعلم فنونها، وما ساعدني أني كنت أملك خبرة جيدة في السباحة، فمنذ أن كان عمري 10 سنوات وأنا أمارس هذه الرياضة داخل البرك المائية التي كانت لدينا في مزارع مدينة صفوى، ورياضة الغطس في البحر تختلف داخل المسابح أو البرك، فهذه الرياضة تحتاج إلى مقومات كبيرة لدى الشخص الذي يمارسها، فهو أثناء التدريب يجب عليه تعلم كيفية استخدام أدوات الغطس داخل البحر، وأهم من كل ذلك .. أن تكون أطرافه سليمة، ولهذا شعرت بالخوف في المرة الأولى التي نزلت فيها إلى البحر، ولكن بتشجيع المدرب وتوجيهاته زالت تلك الرهبة»، وأضاف آل اسماعيل:» لم تكن إعاقتي عثرة أمامي عندما عزمت على تعلم هذه الرياضية، فقد كانت لدي العزيمة على أن أصبح أول معاق على مستوى المملكة والخليج العربي يمارس هذه الرياضة، لدرجة أن البعض عندما يراني أجهز نفسي لبدء التدريب سواء كان في شاطئ الجبيل أو نصف القمر برفقة مدربي، يستغرب كيف لمعاق حركياً أن يسبح ويغوص في عمق البحر، ولكن الهدف من ممارسة رياضة الغطس ليس الوصول إلى الشهرة فقط، ولكن من أجل إيضاح أمر هام .. وهو أن المعاق لو توفرت له الظروف لاستطاع أن يحقق النجاح الذي قد لا يقدر على تحقيقة بعض الأسوياء أحياناً، كما أن الإعاقة التي يعاني منها المعاق لن تقف حجر عثرة أمام تحقيق طموحاته»، من جانبه تحدث المدرب الذي تبناه محمد على محمد فقال :» لقد تعرفت على محسن من خلال أحد المنتديات في شبكة الإنترنت، عندما شاهدت له بعض الصور وهو يمارس السباحة، ولهذا عزمت على أن أتبناه ليكون أول معاق يجيد مهارة الغطس، وما شجعني على ذلك مقابلته التي أوضح فيها أن لدية الرغبة والطموح في ممارسة هذه الرياضة، ولهذا لم أجد صعوبة في تأهيله وتدريبه .. فلم يستغرق ذلك كله سوى شهرين»، وأضاف محمد علي:» يعتبر محسن حالياً مهيأ للمشاركة في أي بطولة تقام لرياضة الغطس سواء محلية أو إقليمية أو عالمية، وذلك لأنه استطاع تخطي العديد من مراحل التدريب، كما أصبح يملك المهارات المتقدمة في هذه الرياضة والتي تمكنه من تحقيق النجاح بعد توفيق الله عز وجل، ومؤخراً فقد أصدرت له رخصة مبتدئين في ممارسة هذه الرياضة من منظمة ناوي العالمية لرياضة الغطس»، وأشار محمد علي إلى أن محسن تخطي حالياً الغطس عند رقم 18 مترا في أعماق الماء، كما أصبح يستطيع الغطس حتى 30 مترا، وكذلك صار بإمكانه تجهيز أدوات الغطس بنفسه دون الاعتماد على أحد، وذلك من خلال طرق معينة تم تدريبه عليها لكي تساعدة على ذلك مستقبلاً، وختم محمد علي حديثه في رسالة وجهها إلى المعنيين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب فقال :» أرجو أن تقوم الجهات الرسمية المختصة بدعم ومساندة محسن في الاستمرار في ممارسة رياضة الغطس من خلال تهيئة المكان المناسب لتدريبه، وذلك من أجل الاستعداد للمشاركة في أي بطولة دولية باسم المملكة، لاسيما وأن دعم محسن سوف يساهم في تأسيس أول منتخب للمملكة لرياضة الغطس من ذوي الاحتياجات الخاصة»