لم يخطر على بال طلاب جامعة الملك سعود «المكفوفين» المشاركة في دورة لتعلم السباحة، وذلك بعد أن وافقت عمادة شؤون الطلاب في الجامعة على البرنامج التدريبي الذي قدمه المدرب محمد الجحني بناء على اقتراح من أحد الطلاب المكفوفين. وحققت الدورة رغبة 13 طالباً من ذوي الاحتياجات الخاصة في دخول رياضة «السباحة»، بعد أن تم اختيار صالة الدرعية التابعة لرئاسة رعاية الشباب لإقامة الدورة لعدم ملاءمة مسبح الجامعة بسبب عدم توفر الأرضية المتحركة به. ويرى المدرب محمد الجحني أن هناك قصوراً إعلامياً في إظهار الدور الإيجابي الذي قام به الطلاب المكفوفون. خصوصاً خلال فترة التدريب، ويقول: «لم أتوقع هذا القصور والتجاهل لبث تفاصيل نجاح دورة السباحة للمكفوفين للمرة الأولى على مستوى السعودية والتي امتدت إلى أسبوعين على رغم انتشار خبرها في الأوساط الإعلامية والرياضية». ويؤكد الجحني أن مشاركة 13 شاباً كفيفاً من الجامعة في دورة السباحة فرصة يتمناها الكثير منهم وينتظرها من فاته الالتحاق بها، ويضيف: «هم لم يجدوا الفرصة لإرضاء طموحهم الرياضي، ولاحظت خلال الدورة التشجيع القوي والعزيمة والحرص على تعلم مهارات السباحة، ونجح المتدربون في كسر حاجز الخوف أثناء التدريب، وتعلموا من خلالها لمس الماء، وسماع التوجيهات للمضي في التدريب بشكل إيجابي لدرجة أنهم أصبحوا يتنافسون مع بعضهم في الغوص تحت الماء لعمق 5 أمتار، والسباحة بطريقة محترفة، ولم نواجه أية صعوبة في تدريبهم منذ اليوم الأول». وتابع: «بعد انتشار خبر دورة السباحة، طالب العديد من الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة بإعادتها وتنظيمها للمصاب حركياً، وبعد مشاهدة إدارة الجامعة نجاح دورة السباحة الأولى فهم عازمون على تنفيذ دورة خاصة لذوي الإعاقة الحركية في الأيام المقبلة». من جانبه، يقول الشاب الكفيف خالد الطاسان إنه أصر على المشاركة على رغم أن المنظمين «قالوا لي ان العدد متزايد، ولكن إصراري جعلني أشارك بكل قوة، ولاحظت أن البعض لديه رهبة وخوف ولا يستوعب آلية السباحة فوق الماء، ولكن تغيرت نفسيات المتدربين بعد مضي دقائق وتحولت إلى النقيض تماماً، خصوصاً في ظل الدعم الكبير الذي وجدوه من المدربين ومساعديهم، والذين لم يبخلوا في تقديم قصارى جهدهم لتفادي حدوث أية مشكلات». ولا يُخفي الكفيف حمود الشهراني شعوره ببعض الخوف في البدايات، ويقول: «لم أتغيب عن التدريبات منذ اليوم الأول، لأنني فعلاً متحمس للمشاركة ولم أجد أية صعوبة في التعليم، وشيء طبيعي أي إنسان يحس بالخوف حتى لو كان إنساناً عادياً، وتعلمت الغطس والقفز، وهذا ليس بغريب عليّ، إذ إنني ملتحق بنادٍ رياضي، وسأستمر في تعلمي هذه الرياضة».