لدي مبدأ يعرفه أقاربي وأصدقائي بجميع فئاتهم. وهو أن الولاء للوطن لا يوجد له حدود. أنتقد مطبات الشارع. وأعترض على أسلوب أداء دائرة حكومية. ولكن هناك خطا أحمر لا أتنازل عنه ولا أجامل فيه من يتعدى هذا الخط الأحمر. والخط الأحمر هو أمن الوطن والمواطن. وقد يستغرب القارئ عندما أقول إنني من القلائل الذين عرفوا وبالصدفة ماذا تريد إيران منذ أن صادفت شاه إيران وزوجته فرح ديبا وجها لوجه وبمحض الصدفة في نيويورك في شهر يناير عام 1979م. وقال أحد المرافقين بالحرف الواحد: انتبهوا أيها السعوديون فالنظام القادم سيفعل كل شيء لزعزعة أمنكم. وكان يوجد بقربه أحد المعارضين الذي كان يسب الشاه وزوجته ويسب الحكومة الأمريكية بسبب السماح للشاه بالقدوم لأمريكا معقبا..نعم سندمر السعودية. واستغربت لماذا يريد تدمير السعودية وإيران لا تزال في بداية ثورة لا تعرف أي اتجاه ستأخذ. انتهى الحدث لأنني قررت أن لا أحجز لأحد أصدقائي ممن سيأتي إلى نيويورك في نفس الفندق. عندها رجعت إلى سكني في الكلية وأخبرت أحد زملاء الدراسة الإيرانيين عن الحدث. إيران سعت وحاولت ولكنها فشلت وستفشل في المساس بأمن هذا الوطن. إيران ومن يصدقها لديه وهم بأن المملكة عندما تسكت لا يعلم بأن سكوتها عن قوة. وعندما تتكلم فإن كلامها مسموع ومطاع. ولكن عندما تتحرك فيجب على العدو أن يهرب قال إنه لن يرجع لإيران وبالفعل قال لي إنه لا يزال لا يفهم ماذا تريد إيران من المملكة، مع أن المملكة لم يسبق لها أن تدخلت في شؤون إيران. كان هذا الطالب اسمه (فارهاد بني صدر) وهو ابن عم الرئيس الإيراني السابق أبو الحسن بني صدر (1980-1981) والذي اتهم بالخيانة في 21 يونيو عام 1981م. وبقي متخفيا في إيران إلى أن سمع بإعدام عضو المجلس محمد رضا سعادتي يوم 27 يوليو 1981م. عندها قرر الهرب من إيران. إيران سعت وحاولت ولكنها فشلت وستفشل في المساس بأمن هذا الوطن. إيران ومن يصدقها لديه وهم بأن المملكة عندما تسكت لا يعلم بأن سكوتها عن قوة. وعندما تتكلم فإن كلامها مسموع ومطاع. ولكن عندما تتحرك فيجب على العدو أن يهرب. وعلى من يعتقد أن باستطاعة شباب غرر بهم أن يهددوا الدولة فعليهم مراجعة أنفسهم. وعليهم التخاطب بروح العقل. لدينا قيادة تسمع. ولدينا ولاة أمر ليس بينهم وبين المواطن وطلباته أي حاجز. ولدينا ملك وولي عهد أبوابهم مفتوحة للجميع. أما إيران الثورة فهي ثورة عليهم وليست عندنا. والآن...ألم تتعب القيادة الإيرانية من فشلها في بلدها.