تباينت ردود الفعل المصرية على خطاب رئيس المجلس العسكري الحاكم المشير محمد حسين طنطاوي، ليلة الثلاثاء، بين مؤيّد ورافض، فيما خرجت الصحف، صباح الاربعاء بعنوان شبه متطابق: "بيان المشير لم يمتص غضب "التحرير" ومخاوف من الانفلات الكبير.. وأعلن حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لحركة الإخوان المسلمين، أن الشعب كان ينتظر أن يقدّم المشير في خطابه اعتذاراً رسمياً عن جرائم إطلاق الرصاص على المواطنين العُزّل، وتعهّداً رسمياً بحماية حق الجماهير في الاعتصام السلمي وتجريم أي محاولة لفضّه بالقوة، وتقديم من أزهق أرواح الثوار في التحرير للمحاكمة الجنائية، وإعلان الحداد الرسمي والصلاة الرسمية على الشهداء. وفي وقت لا يزال التشكيك قائماً في إمكانية إجراء الانتخابات التشريعية المقررة بعد أربعة أيام، بسبب الأوضاع الأمنية الحالية، وعجز أي حكومة مقبلة عن تحمّل مسؤوليتها في هذه الأوقات، رغم إعلان المجلس العسكري وحكومة شرف المستقيلة الالتزام بإجرائها.. يسود الغموض هوية رئيس الحكومة المقبلة، إذ قال الدكتور محمد البرادعي، المرشح المحتمل للرئاسة في مصر، إنه سيقبل المنصب إذا عُرض عليه ''شريطة إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها وأن يطرح اسمه ويوافق عليه البرلمان الجديد''. وأضاف إن من بين شروطه أيضاً "ضمان أن يمارس صلاحياته وسلطاته كاملة دون تدخّل من المجلس العسكري. ميدانياً، شهدت الساعات الأولى من صباح امس احتكاكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في شارع محمد محمود وشارع منصور ومنطقة باب اللوق بقلب القاهرة، حيث قامت تشكيلات من الأمن المركزي بمحاولة تحصين المنطقة، وهو ما اعتبره المتظاهرون محاولة جديدة للسيطرة على مداخل ميدان التحرير، فقامت برشق الأمن بالحجارة، ورد الأمن بإلقاء مزيد من القنابل المسيلة للدموع وقنابل جديدة مثيرة للأعصاب، على حدّ وصف المستشفى الميداني. وفي تطوّر مثير، قالت أنباء، إن 6 متظاهرين قتلوا امس بشارع محمد محمود، منهم اثنان عقب اصابتهما بطلق ناري في الصدر والعنق والاربعة الآخرون في حالات اختناق ادت الى وفاة بسبب استنشاق الغازات المسيلة للدموع. وبينما أعلن التليفزيون المصري عن دفع القوات المسلحة بثلاث مدرعات بشارع محمد محمود في محاولة لوقف الاشتباكات العنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن. نفى مصدر مسؤول رسمياً استخدام قوات الأمن أي غازات سامة أو قنابل محرمة دولياً ضد المتظاهرين.. فيما أعلنت وزارة الصحة المصرية أنها تقوم بإجراء تحليلات معملية على الغازات الصادرة من القنابل المسيلة للدموع. في تطوّر مثير، قالت أنباء إن 6 متظاهرين قتلوا امس بشارع محمد محمود، منهم اثنان عقب اصابتهما بطلق ناري في الصدر والعنق والاربعة الآخرون في حالات اختناق ادّت الى وفاة بسبب استنشاق الغازات المسيلة للدموع. ووصل نطاق إطلاق القنابل والغازات إلى ميدان التحرير نفسه الذي كان خارج نطاق المواجهات طوال يوم أول أمس. في وقت فشلت فيه جميع محاولات مجموعات من الحكماء والشباب لتشكيل حائط بشري يفصل بين المتظاهرين والامن ويمنع تبادل التراشق بالحجارة والقاء الأمن القنابل، إلا أنه في كل مرة سرعان ما ينفعل الطرفان ويتخليان عن ضبط النفس. وشكّل عدد من المتظاهرين فرقاً قامت على مدار الساعات الماضية بتنظيف ميدان التحرير وتجميع القمامة تمهيداً لدخول سيارات تحمل المخلفات التي تم تجميعها، فيما انتشر الباعة الجائلون بشكل ملحوظ، خصوصاً باعة الكمامات الطبية والنظارات الواقية والتي تتفاوت أسعارها داخل الميدان.. كما انتشر باعة المأكولات والمشروبات. وواصلت اللجان الشعبية عند مداخل الميدان أعمالها للتأكد من هوية الوافدين إلى الميدان وتفتيشهم ولكن ليس بنفس الدقة التي كانت عليها اللجان الشعبية في وقت سابق أمس. وفي الإسكندرية، افاد شهود بمقتل متظاهر وإصابة نحو30 في الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في محيط مبنى مديرية أمن الاسكندرية في منطقة سموحة.