خطوة غير مسبوقة أرى فيها وجهة وزارة التعليم العالي في المملكة نحو الفن التشكيلي السعودي، آخرها الزيارة التي قام بها معالي وزير التعليم العالي إلى قاعة داما في مدينة جدة، وهي تؤسس لولادتها بمعرضها الأول وبمشاركة رواد وأسماء معروفة (عبدالحيلم رضوي ومحمد السليم وعبدالله حماس وطه صبان وسعد العبيد وبكر شيخون وكاتب السطور وغيرهم). الزيارة التي ضمت الوزير وبعض منسوبي الوزارة تعني كثيرا من الاهتمام الجميل بالفن الجميل، مع حرصها على اقتناء أعمال فنانين وتجارب معروفة لأكثر من مشروع، كما قال لي الفنان أحمد حسين مدير القاعة. هذه الخطوة ليست جديدة فقد قام معالي الوزير، قبل أكثر من عام، بزيارات لمشاهدة بعض المعروضات من أجل الاقتناء من أعمال التشكيليين للوزارة ولضيوفها ولملحقياتها الثقافية، وهذا تعبير عن شكل حضاري انتهجته وزارة التعليم العالي أخيرا باتجاه أحد أوجه الثقافة وأسرعها وصولا للخارج، وهي اللوحة التشكيلية أو المنحوتة أو العمل الفني عامة. وبما أن معالي الوزير تكلف وبعض منسوبي الوزارة عناء السفر لجدة لغرض الفن وأعمال التشكيليين السعوديين فإنني أوجه لمعاليه الدعوة لزيارة المنطقة الشرقية وللالتقاء بفنانيها التشكيليين.لا شك أن مثل هذه الخطوة تسعدنا، ويزيدنا سرورا أن تنبع من وزاراتنا الموقرة هذه الاهتمامات، وبما أن معالي الوزير تكلف وبعض منسوبي الوزارة عناء السفر لجدة لغرض الفن وأعمال التشكيليين السعوديين فإنني أوجه لمعاليه الدعوة لزيارة المنطقة الشرقية وللالتقاء بفنانيها التشكيليين وما أكثرهم وما أرفع مستواهم الفني. لقد قامت الجمعية السعودية للفنون التشكيلية بمقرها في الرياض في فترة سابقة بالتنسيق لمثل هذا المشروع، واقتنت الوزارة بعض الأعمال على مستوى الرياض. في جوانب الاقتناء ودور الوزارات أو الشركات الكبرى كانت المنطقة الشرقية شهدت خلال الفترة الماضية عددا من النشاطات والفعاليات بينها معرض «سايتك» في مركز الأمير سلطان بالخبر، ومعرض فعاليات صيف31 بالظهران ونظمته أرامكو السعودية ومعارض شهدتها مدن القطيف والخبر والدمام، وغيرها، قدمت هذه المعارض مستويات جيدة من أعمال الفنانين التشكيليين السعوديين، ومع أهمية اقتناء الأعمال الفنية، فإن الخطوة التي انتهجتها وزارة التعليم العالي لاشك لها صفة الريادة ولها انعكاساتها الايجابية على الوسط والساحة التشكيلية في المملكة. والواقع أن هذه الخطوة تؤكد أهمية تمثيل اللوحة التشكيلية لثقافة مبدعها وللمكان الذي ظهرت منه وبالتالي تكون أهميتها.