«إلى .. من أوفت .. ورحلت، دون رجاء بعض من وفاء إلى أمي».. في لمسة حنان أهدت هذه الكلمات في مقدمة أهم كتبها وهو «متعة الذاكرة» الذي يعدّ أولى مجموعتها القصصية. أناهيد كمال الكاتبة الصحفية السودانية، أتت إلى مصر في رحلة علاج مع زوجها، وشاء الله أن توافيها المنية منذ أيام في القاهرة، وهو نفس المكان الذي شهد تكريمها منذ عدة أشهر ، حيث كانت أول ضيفة على مركز (نبتة) الثقافي السوداني الذي افتتح مؤخرًا في مصر. توفيت أناهيد منذ عدة أيام بعد قيامها بشراء دواء من صيدلية ما لإصابتها بنزلة برد، ولم يمر سوى 12 دقيقة فقط عقب تناولها الدواء حتى أصابتها حساسية فذهبت مرة أخرى إلى الصيدلية وتم إعطاؤها حقنة مضادة للحساسية، إلا أن هذه الحقنة أدخلتها في غيبوبة لتفارق الحياة بمستشفى ابن سينا بالدقي، تم نقل جثمان الفقيدة إلى السودان على متن الخطوط الجوية المصرية في نفس اليوم الذي توفيت فيه. ولدت أناهيد في الثاني عشر من مارس عام 1975م بأم درمان في السودان، تخرجت من كلية شرق النيل الجامعية وأيضاً جامعة النيلين، عملت بالصحافة في جريدة ذا ديمقراط و أيضًا جريدة الاقتصادية المصرية. «متعة الذاكرة» جاءت منذ عدة أشهر إلى القاهرة وذلك لعرض كتابها «متعة الذاكرة» الصادر من دار نشر ميريت، وأقيم العرض في الأول من يوليو بمركز (نبتة) الثقافي السوداني و حضر العرض نخبة من المثقفين السودانيين والمصريين ووسائل الإعلام. تميزت هذه المجموعة القصصية بلغة شاعرية وتتناول الأسر اليهودية في الخرطوم و يضم مجموعة من القصص القصيرة سطّرتها الكاتبة بناءً على أحداث ومواقف وقعت بالفعل في السودان، وتعكس ضمنيًّا بعض ملامح الحياة السياسية والاجتماعية التي تعيشها السودان. واختارت قصة متعة الذاكرة عنوانًا لمجموعتها وهي تروي وضع يهودي سوداني عاش في الخرطوم ثم هاجر إلى أمريكا وارتباطه عاطفيًّا بسودانية هاجرت مع أسرتها أيضًا بحثًا عن المال ليفاجأ في النهاية أن القصة العاطفية ما هي إلا خدعة بحثًا عن المال. وقد فتحت المجموعة القصصية الحديث عن وضع اليهود في السودان، حيث أشارت أناهيد إلى أنه لايزال يوجد حوالي 7 أسر يهودية تعيش في السودان حاليًا وأنهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي.