تستعد البلدان الغربية لاقرار عقوبات جديدة قوية ضد النظام الايراني وبرنامجه النووي المثير للخلاف يمكن ان تشمل النفط لكن الخبراء لا يجمعون على فعالياتها لحمل طهران على امتثال المطالب الدولية. ولم تتسرّب اي معلومات من واشنطن ولندن وباريس عن نوع العقوبات الاضافية التي يمكن ان تتخذ بعد نشر تقرير جديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول بُعد عسكري محتمل للبرنامج الايراني. وتؤكد البلدان الغربية رسمياً انها "لن تتردد في اتخاذ تدبير"، مع استمرار تأكيدها انها تريد الحفاظ على الشعب وانها لن تستهدف الا الجهاز القيادي الايراني. واذا كانت ايران منتجاً مهماً للنفط، فلا تتوافر لديها سوى قدرات ضعيفة للتكرير.. ومن شأن حظر نفطي ان يحرمها من القسم الاكبر من عائدات موازنتها، لكنه سيؤدي ايضاً الى ارتفاع سعر البرميل، فيما يواجه الغرب ازمة اقتصادية خطيرة. وقال مسؤول آخر "لم نصل بعد الى هذه المرحلة"، مشيراً الى وجود "رزمة" من التدابير التي "يمكن ان تؤذي النظام الايراني". وتحدّث مصدر آخر عن امكانية "التعرّض للبنك المركزي الايراني (...) مما يجعل اي تبادل مالي مع ايران امرًا معقداً". ولا تستهدف العقوبات حتى اليوم إلا مؤسسات مصرفية على صلة بتطوير البرنامج النووي الايراني. وعلى غرار الباحثين الآخرين، يقر تييري كوفيل الاستاذ في مدرسة نوفاسيا والخبير في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، بأن "المس بالصادرات النفطية يعني المس مباشرة بتكوين ثروة ايران". لكنه قال: اذا كانت التدابير المطبّقة "اعطت نتيجة" على المبادلات المالية بين ايران والبلدان الاخرى، "فهي لم تؤد إلا الى تشديد موقف الحكومة الايرانية". الا ان دبلوماسيين غربيين قالوا ان "قراراً جديداً لمجلس الامن ليس ضرورياً لإقرار عقوبات جديدة"، مشيرين الى قرارات اممية سابقة تجيز للولايات المتحدة او للاتحاد الاوروبي المضي قُدماً في العقوبات بصورة فردية. وستحاول هذه البلدان في الوقت نفسه اقناع قوى عظمى ناشئة، لاسيما الهند وتركيا بتقليص علاقاتها التجارية مع ايران الى اقصى حد. وقال مسؤول فرنسي ان "العقوبات التي تلحق اكبر قدر من الأذى بإيران ليست تلك التي تقرّرها الاممالمتحدة بل تلك التي تتخذها الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي". واكد دني بوشار من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ان "عقوبات الاممالمتحدة لطيفة الى حدٍّ ما وقليلة الفعالية". واكد المرشد الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي الخميس في كلمة القاها امام ضباط من الجيش، ان ايران "سترد بكل قوتها" على اي عدوان او تهديد عسكري من جانب الولاياتالمتحدة واسرائيل. من جهته، قال آية الله خامنئي كما جاء على موقعه الرسمي، "على الاعداء لاسيما الولاياتالمتحدة وخدّامها، والنظام الصهيوني ان يعرفوا ان الامة الايرانية لا تريد التعدّي على اي بلد، لكنها سترد بكل قوتها على اي عدوان وحتى على اي تهديد، بحيث يتم تدمير المعتدين من الداخل". واعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية امس ان "العقوبات لا يمكن ان تحل بشكل جوهري مسألة" برنامج ايران النووي.