أدى فقد الشراكة بين مؤسسات الطوافة وحملات الحج وبقية الجهات المعنية إلى خسارة الجمعيات والمؤسسات الخيرية 10 ملايين ريال في موسم الحج الحالي، وطبقاً لمتخصصين في مجال العمل الخيري بمكةالمكرمة فإن الجمعيات فقدت موسماً مهماً لرفع موارد أكثر من 40 جمعية في أم القرى. وحسب محمد قايد غلاب، مدير جمعية البر أن غياب التنسيق وعدم وجود مظلة تجمع الجهات الخيرية وانعدام الرؤية ساهمت بجلاء في تفويت استثمار فرص الموسم، وبين غلاب أن من بين المشاريع المهمة التي يمكن للجهات الخيرية استثمارها بالشراكة هو ملف استثمار إعاشة الحجاج والموظفين داخل مكة لمؤسسات الطوافة، والذي يوفر 3 ملايين ريال، وكذلك ملف تجهيز وتغليف وتوزيع وجبات جافة لمكاتب الطوافة وهو يدر قرابة مليون ريال، ومن المشاريع غير المستثمرة تأمين المحلات بداخل المشاعر والمنطقة المركزية . وأضاف من بين الفرص غير المستثمرة ملف توظيف أبناء الأسر المحتاجة المسجلة في بيانات الجمعيات الخيرية وهو وما يوفر لهم 300 ألف ريال من خلال توظيف 1000 موظف من الجنسين في موسم الحج ، مقترحا أن تتبنى مؤسسات الطوافة والنقابة العامة للسيارات وحملات الحج ومركز إرشاد الحافلات وإرشاد الحجاج التائهين لموسم الحج : برنامجا لدعم الأسر المحتاجة حيث بالإمكان توظيف 2000 شاب وفتاة . ومن جانبه رحب طلال مرزا، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة بتعاون الغرفة مع الجمعيات الخيرية، وقال:إن الغرفة يسعدها أن تتعاون مع القطاع الخيري كشريك مهم يعزز النمو الاقتصادي ويساهم في تدوير عجلة التنمية في أم القرى. ويرى اقتصاديون أنها مقترحات جيدة وتتطلب المناقشة بإعادة النظر في أفقها المستقبلي في ضوء معطيات نتاجات الموسم، وذلك بوجود مؤشرات قوية بإمكانية نجاح استثمارات من هذا النوع خاصة وإن هناك تزايدا متصاعدا لإعداد الحجاج عاما بعد آخر، علاوة على أن الحالة الراهنة مقنعة بمستوى مرتفع من حيث تصور الإمكانية في الجدوى الاقتصادية عند طرح هذه الأفكار للدراسة وإيجاد سبل التنفيذ تطبيقا على الواقع. وعن كيفية ردم الفجوة بين الجمعيات الخيرية ومؤسسات الطوافة والجهات ذات العلاقة بالحج، قالوا: إن أولى خطوات العمل يجب أن تبدأ من الجمعيات نفسها، وأن تطالب بالشراكة كخيار استراتيجي، على أن تتولى وزارة الشؤون الاجتماعية تكريس هذا المفهوم وتحقيق رغبات الجمعيات وتسهيل مهمتها. وطالبوا بتأسيس مركز أو مكتب تشترك فيه الجمعيات الخيرية للاستشارات والبحوث، يكون مقره مكةالمكرمة، ويتولى أعمال التخطيط الاستراتيجي والبحثي، إلى جانب تقديمه ملفات جاهزة للتنفيذ تمثل دراسات لأعمال خيرية ذات أفكار خلاقة، ويمكن أن يكون تحت إشراف معهد خادم الحرمين الشريفين كجهة بحثية متخصصة لها تجربتها الرائدة في أعمال أبحاث الحج، وأجزم أن هذه الخطوة ستحقق نقلة كبيرة للعمل الخيري. وأكدوا على أن هناك شبه تكدس دائم في المنطقة المركزية، في الوقت ذاته نجد هناك مناطق أخرى حرمت من خدمات هذه الجمعيات، مبينين أن هناك مربعات جغرافية في مكةالمكرمة لم تغط من قبل الجمعيات العاملة، حيث لا يوجد تقسيم جغرافي لمكةالمكرمة في مجال العمل الخيري، فلكل جمعية الاجتهاد، متمنين أن توضع رؤية متكاملة لمشروع وطني طموح وموحد، يحقق تطلعات الجميع.