** الكتابة أسبوعيا نوع لذيذ من «الترف» شيء تمارسه وكأنك تراه.. شيء تركته خلفك ولكنه يمشي أمامك.. وهكذا هي الأحداث التي تمر مسرعة.. ولا يمكنك الإمساك بها أو مناقشتها.. ولكنها تترك لك متسعا لتأملها وفك رموزها.. وتلمس مدى أثرها وتأثيرها.. وفي حالة كهذه سيجد الكاتب نفسه قد انفك من اسار اللحظة وقيودها.. وبدأ يغرق في الأبعد والأجدى والاهم وفي عديد من التساؤلات.. لماذا حدث هذا.. وما نفع ما حدث.. أو ربما قد يصل الكاتب إلى ذلك السؤال الأكبر الذي قد لا نشغل به كثيرا.. «لماذا الشعوب تثور»؟! ** وقد يأتي الجواب وجلا.. أو مترددا أو غير حاسم.. فالبعض يرى أن الشعوب تثور من اجل «الخبز» ولكن هناك من يرى انه ليس بالخبز وحده تثور الشعوب وهناك من يرى أن الظلم والقهر وعدم الإنصاف وغياب العدالة الاجتماعية هي السبب المباشر في فتح «نافورة» غضب في رؤوس الناس ومن اجل هذا هم يثورون. وفي كلتا الحالتين ستجد أن عقلك بدأ يعمل بعيدا جدا عن غلاء الأسعار وأكل المواشي واستفحال الارتفاع المهول في تسعيرة الشعير.. او الأرز فالجمال القوية لا تموت بسرعة. وكذلك الناس في هذه الصحراء الواسعة لم يموتوا من قبل بسبب الجفاف أو غلاء الأرز او الدقيق.. فالناس حتى قبل سبعين عاما مضت كانت غالبا تجد ما تأكله وخياما بائسة تستظل تحتها.. وكانت تحمد الله كثيرا ولا تضيق صدورهم بغلاء الأسعار.. أو الجفاف أو انحباس المطر.. ** كان الناس وما زالوا متحدين متكاتفين متعاضدين في السراء والضراء.. ** قد يكون الزمن اختلف كثيرا فبدأ بعض الناس يسمنون والبعض تتضخم «كروشهم» وتثقل خطواتهم إلى فعل الخير وتتفاقم رغباتهم في الحصول على المال حلالا أم حراما.. ولكن هناك في الجانب الاخر اناسا بؤساء تنتفخ بطونهم من القهر لا من الفجر والعهر .. وبرغم هذا الانتفاخ السائد حتما في مجتمعاتنا الخليجية ، المسألة باختصار هي ليست ملاحقة الأحداث، فلا احد سوف يلحق ، ولكن المهم أن نتوقى خطر هذا «العج» الزاحف من كل صوب نسأل الله أن يجنب بلادنا كل شر وان يعيد الله مكر الماكرين إلى نحورهم انه سميع مجيب.