•• «الإنسان» بطبعه الفضولي تأكله عيناه وتأكله أذنه.. يريد أن يرى.. ويريد أن يسمع.. ويريد أن يتكلم.. •• واليوم أصبح العالم «لسانا» كبيرا أطول مسافة من حجم الأرض التي نقف عليها.. •• الكل يتحدث عبر وسائل الإعلام المتعددة.. والأحداث تتابع والبعض يحلل والبعض يكذب.. وهناك من ينافق ومن يدلس.. ولا أحد يصمت.. •• ومع كل هذه الثرثرة وحرق الأعصاب تولد كل صباح الكثير من المصائب والقلاقل والمحن.. باسم «الربيع العربي».. ويقتل الناس وتسفك دماء الأطفال الأبرياء وتهدم المنازل على رؤوس أصحابها.. ولازالت العديد من القنوات الفضائية ترى في «إفك» الطغاة وتجبرهم.. وفي الفوضى العارمة وتشرذم الشعوب وانقسامها «ربيعا عربيا». •• وفي خريف الموت الذي أسموه ربيعا تبرز العديد من علامات الاستفهام والتساؤل.. وما أن تفتح بابا لإجابة مقنعة حتى تفتح أكثر من نافذة إلى الشك والقلق: لماذا الناس يموتون حتف أنوفهم.. بالظلم والقهر والطغيان والاستبداد.. •• ولماذا تنتفض الأرض من صراخ أهل الأرض.. •• هذا «الهوس» والجنون.. والسباق المحموم على جثث الموتى للوصول إلى السلطة والتسلط على رؤوس العباد.. هل هو الطريق الصائب للحرية والعدل والإنصاف؟.. وكيف؟!! •• ثم ألا نرى الآن كل الذين «ثاروا» أو انقلبوا قد شطرت وجوههم إلى شطرين.. فترى بعضهم بوجه قبل الثورة.. وبوجه أشد قبحا بعدها.. ألم يحدث هذا من قبل في كل الثورات العربية وغير العربية.. ألم يصفوا.. بعضهم بعضا.. ويفتك رفاق الأمس بمن ثاروا معهم.. وهل نسي بعضنا تأريخ الثورات العربية الدامية.. وهل قدر هذه الشعوب المغلوبة على أمرها أن تثور على من أذلها لتأتي بطاغوت جديد يذلها أكثر.. •• وهل خلاص كل أمة أن تتخلص من فرعونها لتأتي بفرعون آخر. •• نعم من حق الجياع والمضطهدين والمغلوبين أن يثوروا على جلاديهم.. ولكن فلنتأمل كل الذين جاؤوا بعدهم.. لقد كانوا أكثر جورا وبطشا ممن سبقهم.. •• إن شهوة السلطة لا تنفك ولا تنفصل عن شهوة التسلط.. والتسلط هو الطريق إلى الجبروت والظلم والقهر والقتل.. •• وما يحدث الآن في سوريا هو أبشع أنواع الظلم والقهر والاستبداد.. ولست أدري هل هذا هو قدر كل الشعوب في الهلال الخصيب.. الذي لم يعد خصيبا على الإطلاق.. ولا خصوبة ولا ربيع ولا حياة في الدماء والموت.. ولا أزيد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 254w مسافة ثم الرسالة.