انتقد البنك الدولي خطط اليونان لإجراء استفتاء شعبي عام على اتفاق حزمة القروض الجديدة مع الاتحاد الأوروبي وقال إنها تثير موجة جديدة من عدم اليقين بشأن حل مشكلة ديون منطقة اليورو المستمرة منذ عامين. وقال روبرت زوليك رئيس البنك الدولي في تصريح مقتضب للصحفيين «بالنسبة لي الأمر يبدو مثل رمية نرد، وأنا لا أعرف كيف سيتم صياغة السؤال (الخاص بالاستفتاء)» كما أن وقت التصويت غير واضح. وكان قادة منطقة اليورو قد أصيبوا بذهول من إعلان رئيس وزراء اليونان جورج باباندريو المفاجئ عن اعتزامه دعوة الشعب اليوناني للاستفتاء على اتفاق القروض الجديدة الذي يشمل شطب نصف ديون اليونان بما في ذلك الديون المستحقة للقطاع الخاص. وكان إعلان باباندريو قد أصاب أسواق المال في العالم بموجة اضطراب حاد الثلاثاء في الوقت الذي تعرض فيه اليورو لضغوط قوية مع ارتفاع جديد لأسعار الفائدة على سندات الخزانة للدول عالية المديونية في منطقة اليورو مثل إيطاليا. وقال زوليك من المؤكد أن قرار اليونان يضفي مزيدا من عدم اليقين على الأسواق في الوقت الذي كان الناس يأملون فيه أن ينجح قادة الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو في التوصل إلى اتفاق بشأن الإنقاذ المالي لليونان. وقال زوليك إن استفتاء اليونانيين على إجراءات التقشف إلى جانب حزمة الإنقاذ الجديدة «دليل على وجود بعض المشكلات الأساسية التي تواجهها اليونان خلال العملية ككل». من جانبه تعهد رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو بالمضي قدما في إجراء استفتاء حول الاتفاق الأوروبي الجديد بشأن الديون، وذلك في أعقاب اجتماع طارئ للحكومة الأربعاء ، قائلا إن هذا الاستفتاء من شأنه أن يبعث رسالة واضحة تفيد بأن البلاد جزء من منطقة اليورو. وقال باباندريو في بيان صادر عن مكتبه: «سيكون الاستفتاء بمثابة تفويض واضح ورسالة جلية داخل اليونان وخارجها بشأن مسارنا الأوروبي وانتمائنا إلى (منطقة) اليورو». وأضاف: «لن يستطيع أحد أن يشكك في مسار اليونان داخل (منطقة) اليورو». من ناحية أخرى دعا وزير المال الألماني فولغانغ شويبل اليونان إلى تبديد الشكوك «في أسرع وقت ممكن حول الطريق التي ترغب في سلوكها» بعد الإعلان عن إجراء استفتاء حول خطة المساعدة الأوروبية للبلاد. وقال الوزير الألماني في مقابلة مع صحيفة «هامبورغر ابندبالت» المحلية أن الخطة التي تقررت الأسبوع الماضي في بروكسل تتضمن «عناصر أساسية لخطة مساعدة ثانية لليونان، وأضاف نعتقد أن اليونان تدرك مسؤولياتها وستلتزم بالقرارات المشتركة المتخذة بالإجماع»، وسيكون من المفيد تبديد الشكوك في أسرع وقت ممكن حول الطريق التي تنوي اليونان سلوكها». وطالبت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مساء الثلاثاء في بيان مشترك «بخارطة طريق» لتطبيق خطة الإنقاذ.