تصاعد القصف العنيف على احياء مدينة تعز جنوب صنعاء الاربعاء ما اسفر عن مقتل تسعة اشخاص غالبيتهم من المدنيين، حسبما افادت مصادر طبية وشهود عيان لوكالة فرانس برس. وقالت مصادر طبية ان «عدد القتلى وصل الى تسعة في تعز، سبعة منهم مدنيون وبينهم طفل وشخص معوق عقليا» فيما اصيب اربعون شخصا بجروح. وتصاعدت الاشتباكات في محيط مكتب التربية في ساحة جمال وسط المدينة بين المسلحين القبليين المعارضين للنظام والقوات الموالية. كما استمر القصف المدفعي الذي وصفه السكان ب «العشوائي»، من مواقع القوات الموالية المطلة على المدينة على احياء قريبة من ساحة الحرية التي يعتصم فيها المعارضون للنظام خصوصا حي الروضة. وبحسب شهود عيان، شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من مبنيي بنك التضامن الاسلامي وبنك التسليف في وسط المدينة كما اصابت قذائف الدبابات عددا من المباني المرتفعة في المدينة. وفي صنعاء، اندلعت اشتباكات في وقت متأخر الليلة قبل الماضية في حي الحصبة شمال المدينة بين القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح والمسلحين القبليين التابعين للشيخ صادق الاحمر، ما اسفر عن مقتل مسلحين قبليين اثنين وجندي يمني، حسبما افادت مصادر طبية ووزارة الداخلية. وقال ناشط: «إنه أمر غير إنساني، يحتجزونهم لأيام في غرف ضيقة مع الأفاعي بجانب حرمانهم من النوم.. ويكونون في حالة تشوش تام عند إطلاقهم.»وجاءت اعمال العنف هذه بعد فترة وجيزة من الهدوء فيما تستمر الجهود الاقليمية والدولية لانجاح المبادرة الخليجية لنقل السلطة بشكل سلمي في البلاد. من ناحية ثانية أفادت منظمة حقوقية يمنية بأن ما يزيد عن مائتين من المتظاهرين الشباب تعرضوا للاختطاف من قبل الحكومة اليمنية أثناء مسيرة جرت قبيل أسبوعين، كما تحدثت عن تعرض المئات من شباب الثورة المشاركين في الاحتجاجات إلى التعذيب أثناء فترة التوقيف. وفي المقابل، أكد مسؤول يمني رفيع اعتقال عدد من الناشطين بدعوى مشاركتهم في أعمال عنف. وقالت «الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات» (هود) إن من بين الموقوفين ثماني نساء، تتلقى إحداهن العلاج بعد إصابتها برصاص القوات الحكومية. وأضافت «هود» ان أكثر من 200 من الشباب المحتجزين يتعرضون للتعذيب في المرافق الحكومية المعتقلين بها. يُشار إلى أن منظمة «هود» كشفت عن هذه المعلومات في مؤتمر صحفي رسمي عقد مطلع هذا الأسبوع، قدمت خلاله كوادر طبية وأسر المحتجزين إفاداتهم بشأن التعذيب وحالات المحتجزين عقب الإفراج عنهم. وقال عبدالرحمن برمان، المدير التنفيذي للمنظمة الحقوقية لCNN إن عمليات التعذيب التي تقوم بها الحكومة مميتة، يدفع ثمنها المئات من الشباب الأبرياء، يذكر أن عدداً من شهود العيان أفادوا بتكرار حوادث الاختطاف أثناء المسيرات الاحتجاجية التي تشهدها اليمن منذ مطلع العام الجاري، للمطالبة بتنحي صالح بعد أكثر من ثلاثة عقود في السلطة. وقال ناشط: «إنه أمر غير إنساني، يحتجزونهم لأيام في غرف ضيقة مع الأفاعي بجانب حرمانهم من النوم.. ويكونون في حالة تشوش تام عند إطلاقهم.» في المقابل، نفت الداخلية اليمنية تلك التقارير، وقال مسؤول رفيع بالوزارة، رفض كشف هويته: «ليست كل المسيرات سلمية، ننفي أي عمليات اختطاف من قبل الحكومة، لكن المتسببين بالفوضى يجب اعتقالهم لغاية السلامة العامة.»