خرج الثوار السوريون يوم الجمعة الماضي رافعين شعار (الحظر الجوي) في نداء إنساني للمجتمع الدولي الذي تعدى في ردود أفعاله مرحلة البلادة السياسية وبات متهماً بالتآمر على الشعب السوري الذي لا يطلب إلا التغيير. بعض المسئولين السوريين وصفوا الشعب السوري بالمستقوي بالأجنبي لأنه طلب الحماية الدولية من نيران المدافع الثقيلة إيرانية الصنع، ومن هجمات حزب الله اللبناني وقوات الحرس الثوري الإيراني، بينما كل هذه الهجمات الخارجية والأسلحة والجند لا يعتبر بالتأكيد استقواء بالخارج في نظر الحكومات المجرمة. قبل أيام بثت قناة العربية برنامجاً وثائقياً مهنياً بعنوان (سوريا تحت جحيم القمع) رصد البرنامج ميدانيا العديد من التدخلات الإيرانية واللبنانية من جانب منظمة حزب الله ونشر اعترافات جنود منشقين وصور لبطاقات إثبات هوية لمسلحين من خارج سوريا. وبجانب ذلك رصد البرنامج جملة من التجاوزات التي ارتكبت بحق النساء والأطفال من انتهاك للأعراض إلى القتل بدم بارد في صور تقشعر لها الأبدان وتشير بوضوح إلى أن هوية المعتدين لا يمكن أن تكون عربية بشكل من الأشكال ذلك أن الخلافات والقسوة لا يمكن أن تأخذ هذا النحو بين الإخوة في العرق والدم والوطن. الغريب ليس استمرار النظام السوري في الرهان على الخيار الأجنبي بعد أن خسر شعبه وأمعن في قتله وسلب كرامته وسرقة قوته، بل الغريب هو استمرار سكوت المجتمع الدولي ولا سيما الدول العظمى عن الفظائع التي تحدث في درعا وحلب وحماة وحمص وضواحي دمشق وكافة المدن السورية المناضلة وكأن ما يحدث هناك جزء من أهدافها في المنطقة.تلك المشاهد المؤلمة وصور التعذيب الإجرامية لا يمكن إلا أن تذكرنا بسلسلة الاغتيالات التي تشهدها لبنان من حين لآخر لكافة الرموز الوطنية التي رفضت المشروع الإيراني ونظيره الإسرائيلي، وهي أيضاً من رحم تلك الممارسات التي اكتوى بها أهالي دولة الأحواز العربية المحتلة ذات الأغلبية السنية والمطلة على الخليج العربي. تمضي السنون وتتعاقب الدول وتبقى سياسة الاستقواء بالخارج على الشعوب والإمعان في الظلم وهدر الكرامة واحدة من أسوأ السياسات التي تتبعها بعض الأنظمة العربية وعلى رأسها سوريا. وحينما يتبجح بعض المحسوبين على النظام السوري بخروج مليوني موال للنظام السوري في شوارع سوريا بينما تشتعل البلاد على صفيح ساخن. لنا أن نتساءل عن هوية وجنسيات الموالين وأرصدتهم في البنوك لتحليل الموقف والتأكد من صدق ادعاء النظام الحاكم في ظل ما نشاهده من موالاة خارجية تتمثل في الحرس الإيراني وجنود حزب الله بينما يصيح الأطفال في الشوارع الشعب يريد إسقاط النظام. أمر آخر لا يقل أهمية هو حتمية هزيمة الآلة الإعلامية محدودة الأثر والمؤثرين أن تضاهي ملايين الأخبار والمقاطع الصوتية والملفات المصورة والفيديو والتي تواكب الأحداث يوميا يبثها الشعب السوري من أرض المعركة التي يخوضها للتحرر من الكابوس الجاثم على صدره وعلى صدر الحضارة السورية العربية الممتدة منذ آلاف السنين. ويبين البرنامج الوثائقي والعديد من مقاطع الفيديو على الإنترنت حقيقة تآمر النظام السوري والإيراني وحزب الله من خلال الصور التي تجمع ما بين صور الأسد ونجاد وحسن نصر الله والتي ترفع في وجه الشعب لتذكره بالتحالف الإستراتيجي ضده. لكن الغريب ليس استمرار النظام السوري في الرهان على الخيار الأجنبي بعد أن خسر شعبه وأمعن في قتله وسلب كرامته وسرقة قوته، بل الغريب هو استمرار سكوت المجتمع الدولي ولاسيما الدول العظمى عن الفظائع التي تحدث في درعا وحلب وحماة وحمص وضواحي دمشق وكافة المدن السورية المناضلة وكأن ما يحدث هناك جزء من أهدافها في المنطقة. وأخيرا ينتظر الشعب السوري من جامعة الدول العربية والحكومات الشريفة في العالم التدخل لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين ذلك أن ما حدث في سوريا أكبر بكثير من جرائم نظام القذافي التي سارع النيتو للتدخل فيها. فليكن التدخل بالحظر الجوي على أقل تقدير كي لا يتهم اللاعبون الدوليون لا سيما الدول العظمى بالتآمر على الشعب السوري الحليف لإيران .. تحياتي،، [email protected]