كان الحزن كبيراً منذ مطلع هذا الأسبوع، فقدت المملكة ولي عهدها الأمين وأحد أبرز رموزها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله -، وفقدت المملكة والوطنان العربي والإسلامي أحد قادته الكبار، وفقد العالم من كانت ابتسامته تضع الحلول لأصعب المشاكل والمواقف. رحل السياسي المحنك والخبير الكبير والقائد العسكري الذي لا يُشق له غبار، وصاحب القلب الذي يتسع للجميع حُباً وتقديراً ووفاءً.. رحل أبو اليتامى والفقراء، وما زالت أعماله الخيرية تحكي عنه وعن وقفاته التي لا تُنسى مع الجميع في الداخل والخارج. رحل رجل العطاء والمبادرات والإنسانية، رحل من كان الوطن ينتظر عودته بفارغ الصبر وهو في أتمّ صحة وعافية ليفاجأ بخبر وفاته – رحمه الله - ولا رادَّ لقضاء الله “عز وجل”. رحل السياسي المحنك والخبير الكبير والقائد العسكري الذي لا يُشق له غبار، وصاحب القلب الذي يتسع للجميع حُباً وتقديراً ووفاءً.. إن الحشد الكبير الذي توافد على العاصمة الرياض من كل أنحاء العالم ليشاركوا في تشييع جثمان فقيد الوطن ولتقديم واجب العزاء، يظهر ما يتمتع به الأمير سلطان بن عبدالعزيز– رحمه الله – من مكانةٍ دوليةٍ رفيعة استحقها بلا شك نظير الأعمال الكبيرة التي كان يقوم بها في خدمة دينه ووطنه والعالمَين العربي والإسلامي، بل والعالم أجمع، وحضوره الدولي ومساهماته الواضحة في كل ما من شأنه أن يدعم الأمن والاستقرار في جميع أنحاء العالم، ويعكس بوضوح الحب والتقدير الواسعَين اللذين كان يحظى بهما سموه، وحجم الحزن والألم الذي انتاب الجميع على فقدانه “رحمه الله”. لقد فقد الوطن رجلاً من الصعب أن يُعوّض.. رجلاً قدَّم من أجل وطنه الكثير، وساهم مع إخوته البررة في حمل الأمانة من مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز آل سعود – طيَّب الله ثراه – ليبقى هذا الوطن شامخاً وعالياً. الحزن سيطول، ففقدان شخصية كبيرة كالأمير سلطان بن عبدالعزيز– رحمه الله - سيبقى جرحاً كبيراً لن يلتئم، وستبقى ذكراه حاضرة بشكل دائم.. رحم الله سلطان الخير واسكنه فسيح جناته. “إنا لله وإنا إليه راجعون”. [email protected]