الناس بالناس ما دام الحياة بهم والسعد لا شكّ تارات وهبّات وأفضل الناس ما بين الورى رجل تقضى على يده للناس حاجات لا تمنعنّ يد المعروف عن أحدٍ ما دُمت مقتدراً فالسعد تارات واشكر فضائل صُنع الله إذْ جُعلَتْ إليك لا لك عند الناس حاجات قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات لن احدثكم الا بما شهدت، وهو جانب صغير لا يكاد يُذكر من حياة رجل دولة عظيم الذي قال عنه من قال ان سموه «رحمه الله» جمعية خيرية تمشي على الارض. بحكم عملي، فلقد كان يصل الى مكتبي جزء مما يوجِّه به سموه «رحمه الله» نحو علاج مواطني المنطقة الشرقية، فكما كان «رحمه الله» يستجيب لما يرفعه امير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود بخصوص علاج مواطني المنطقة الشرقية، فلقد كان يستجيب كذلك لطلب المواطنين البسطاء الذين يرفعون برقيات لسموه، ولم يكن يفرِّق «رحمه الله» بين مواطن هذه المدينة وبين تلك المدينة او تلك الهجر الصغيرة، فكلهم في عينه أبناء متساوون. الشيء العظيم في هذا الفقيد انه استشعر "رحمه الله" حاجة المواطنين الى مركز طبي متقدِّم ومتخصّص للتأهيل يضاهي مراكز التأهيل العالمية فلم يكن يوجد في ذلك الوقت الا مركز للتأهيل في مستشفى القوات المسلحة بالهدا في مدينة الطائفابشر بالخير يا سلطان الخير.. هذه البشارة ليست من عندي بل من عند اشرف الخلق سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم».. فيا لها من بشارة عظيمة، فإن اتفق الناس على مدح شخص فهم شهداء الله في خلقه، كما جاء في الحديث الشريف عندما اثنى الصحابة «رضي الله عنهم» على الجنازة خيراً قال عليه الصلاة والسلام: وجبت، وجبت، وجبت (( يعني وجبت له الجنة)).وكان هذا المركز يعاني من ازدحام شديد مثلما كان يعاني قسم التأهيل بمستشفى القوات المسلحة بالرياض، فلقد كانت جميع مناطق المملكة تحيل مرضى التأهيل لهذين المركزين، وكان عدد المرضى المحالين اكبر بكثير من طاقتهم وكانت وزارة الصحة، وكان سموه «رحمه الله» مع غيره من ولاة امورنا الكرام يرسلون مرضى التأهيل للعلاج خارج المملكة ويعاني المرضى وهم خارج وطنهم الأمرّين، فإن خفت عليهم وطأة المرض لم ترحمهم الغربة وفراق الأهل والديار خصوصاً ان التأهيل ليس كمثل سائر الامراض بل ان رحلة العلاج تستمر شهوراً عديدة. من شاهد مدينة سلطان للخدمات الانسانية في «بنبان» بشمال مدينة الرياض يدرك ان هذه المدينة ما أنشئت الا لتضاهي اكبر مراكز التأهيل في العالم، حيث تم تزويدها بآخر ما وصلت إليه التقنية الحديثة في التأهيل وتم التعاقد مع كوادر فنية وخبرات عالمية بتمويل سخي ومنقطع النظير من جمعية الامير سلطان الخيرية وبالرغم من انشاء وتشغيل مستشفى للتأهيل بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض الا ان وزارة الصحة قامت بالتعاقد مع مدينة سلطان للخدمات الانسانية لعلاج الحالات المتقدِّمة واصبحت مرجعاً عالمياً لعلاج حالات التأهيل المستعصية. رحمك الله يا سلطان الخير، ففي كل مرة ادخل مدينة سلطان للخدمات الإنسانية بالرياض وارى بعيني ما سخّره الله لعلاج المواطنين على يديك، فإني أحسدك.. نعم احسدك، ألم يقل الرسول الكريم «صلى الله عليه وسلم» في الحديث الذي رواه الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود (رضي الله عنه): «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا» متفق عليه. نعم لقد سُلّطت ووفقت على إنفاق المال في الحق، ونفعت الخلق بمالك، ودفعت حاجاتهم، وانفقت في المشاريع الخيرية. ان القاصي والداني يشهد لك يا سلطان الخير بما جادت به يداك الكريمتان ليس في بلادنا بل في سائر المعمورة، لقد سمعنا اثناء حياة سلطان الخير بعضاً من مآثره الكريمة لكن بعد وفاته رأينا وسمعنا ممن كان لهم اتصال مباشر بالامير «رحمه الله» او بمكتب سموه بمآثر ومكارم لا تأتي الا من كريم ابن كرام.. بمشيئة الله، أبشر بالخير يا سلطان الخير هذه البشارة ليست من عندي بل من عند اشرف الخلق سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم»، فيا لها من بشارة عظيمة فإن اتفق الناس على مدح شخص فهم شهداء الله في خلقه، كما جاء في الحديث الشريف عندما اثنى الصحابة «رضي الله عنهم» على الجنازة خيراً قال «عليه الصلاة والسلام»: وجبت، وجبت، وجبت ((يعني وجبت له الجنة)). ولا نقول إلا ما قاله الصابرون والمحتسبون: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} وما حث عليه رسول الله «صلى الله عليه وسلم» بقوله الكريم: (اللهم أجرنا في مصيبتنا، وأخلف للجميع خيراً منها).. والحمد لله على كل حال. [email protected]