قال راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الاسلامي الفائز الاكبر في انتخابات المجلس التأسيسي في تونس الاربعاء انه «من الطبيعي» ان يشكل الحزب الحاصل على الاغلبية الحكومة الانتقالية القادمة في تونس. وأوضح في مقابلة مع اذاعة «اكسبرس اف ام» التونسية ردا على سؤال بشأن تشكيل الحكومة «النهضة ستنال نصيبها في روح من التنازل والايثار ، لكن الحزب الحاصل على الاغلبية هو الذي يشكل الحكومة، هذا هو الوضع الطبيعي». وتابع ان مختلف الاجراءات التي تلي الانتخابات وصولا الى تشكيل الحكومة الانتقالية «يجب ان يتم في اقصر وقت ممكن لا يزيد عن شهر». وردا على سؤال بشأن من سيتولى منصب الرئيس الانتقالي خلفا لفؤاد المبزع، قال الغنوشي «شخص ناضل ضد الدكتاتورية» دون ان يحدد اي اسم. واضاف «الامر لم يحسم ولا يزال قابلا للتشاور». أكد المجلس، الذي يمثل معظم أطياف المعارضة السورية، في بيان له امس أن أمن السوريين ووحدتهم الوطنية حق وواجب على أشقائهم في جامعة الدول العربية، وحمّلها مسؤولية العمل على صيانة هذا الحق والدفاع عنه.ويتم تداول ثلاثة اسماء لهذا المنصب هم مصطفى بن جعفر زعيم التكتل من اجل العمل والحريات ومنصف المرزوقي زعيم المؤتمر من اجل الجمهورية واحمد المستيري المعارض التاريخي لبورقيبة وعضو المجلس التأسيسي لعام 1956. وتجمع المئات من انصار حزب النهضة الاسلامي في مختلف احياء العاصمة و مدن اخرى يرقصون على ايقاع الاغاني فرحا بفوزهم الانتخابي الذي اكدته نتائج جزئية. وقال ثلاثيني من بينهم وقد اعتمر قبعة بالوان الحزب والغصات في صوته «هذا يوم ولادتي الحقيقي. اليوم انا انسان حر يعيش حياة كريمة دون ان يتعرض للمهانة». وقال هادي (44 عاما) «امر رائع ان نعيش هذه الحرية وهذا الانتصار». واطلق النهضويون العنان لفرحتهم التي ظلوا يكتمونها منذ الاحد الماضي الذي شهد انتخابات تاريخية حرة في تونس. كانوا على ثقة من فوزهم غير انهم لزموا الانضباط وانتظروا في صبر ان تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات رسميا النتائج الجزئية.وتعانق الجميع فخورين بفوزهم واختلطت دموع الفرح بالذكريات الأليمة عن عذابات السجون وغربة المنافي. ولوح البعض باعلام تونس وراية النهضة مرددين «يا نهضة سير (تقدم) هذا عهد الجماهير» و «اوفياء اوفياء لدماء الشهداء». وقال احد ناشطي الحزب «فرحتي اليوم لا توصف ولا اجد الكلمات المناسبة للتعبير عن هذا الموقف بل هذا الحلم الذي تحقق». من جانبه شرح هادي «امضيت 11 عاما في السجن، كنت طالبا وناشطا. جاء شرطيون واوقفوني في غرفتي في المبيت الجامعي بعد تظاهرة» مضيفا انه تعرض «للتعذيب والاهانة» غير انه اكد «اليوم نسيت كل شيء، حتى التعذيب». واضاف محاطا بجمع غفير متحلقا حوله «هذا البلد في حاجة للحرية. ومن اجل بناء بلادنا يجب ان ننسى». وعلقت ضحى «لقد نجحت النهضة لان الشعب يعرف ان لديها مصداقية، لان مناضليها هم من الشعب مثلنا». وقالت صديقة لها كانت برفقتها «سنناضل من اجل (حرية) الجميع.