الموقف الأول: حصل هذا الموقف في دورة تدريبية وكان من طبيعتها انها تقدم للمتدربين ورشا للعمل، تطرح فيها بعض القضايا التربوية، وكنا نحاول ان نناقشها من خلال رؤيتنا وتجربتنا، واثناء انهماكنا بمعالجة احدى القضايا التربوية كتبنا نقاطا كثيرة حول فكرتنا، ثم توقفت وسألت زملائي: ما رأيكم ان نكتفي بما طرحنا فرحبوا بهذه الفكرة. وعلق احدهم: خير الامور الوسط. وعلق آخر: واصعبها الوسط. قالها بصوت خافت، فالتفت اليه بشغف، وطلبت ان يكرر جملته، فلم اسمعها بصوت واضح فأعادها مرة اخرى: (واصعبها الوسط) فهززت رأسي وقلت: نعم انت محق في ذلك. وقد اثارت اهتمامي هذه الحكمة الى حد بعيد حتى ان قائلها فوجئ بحجم تفاعلي معها. ان مما يفسر سعادتي انني كنت متطلعا بشغف لاستكمال الدراسات العليا، والعودة من جديد الى صفوف الدراسة، وقد حاولت محاولات صغيرة ولكن محاولاتي كانت دون جدوىالموقف الثاني: شعرت بسعادة عند سماعي الجملة، التي خاطبنا بها الدكتور ليبين لنا اهمية الخطوة التي اقدمنا عليها، وبأن علينا ان نبذل جهدا مكافئا لذات الخطوة، والطريف في الامر هو في طريقة نطقه بها، بصوت متقطع ومتأن: (انت، في، الدراسات، العليا) الهمني استاذي في تلك اللحظة ان اكتب عن تجربتي. ان مما يفسر سعادتي انني كنت متطلعا بشغف لاستكمال الدراسات العليا، والعودة من جديد الى صفوف الدراسة، وقد حاولت محاولات صغيرة ولكن محاولاتي كانت دون جدوى، حتى اخبرني صديقي ان الجامعة قد فتحت ابوابها لراغبي الالتحاق بالدراسات العليا، ولازالت تلك العبارت لا تغادر ذاكرتي والتي اسررت بها لصديقي ونحن نستكمل اجراءات القبول في ذلك اليوم، وقلت له: (اليوم يوم تاريخي في حياتنا). سأحزن لكنني سأحاول، قلتها لأحد اعضاء لجنة القبول والتسجيل عندما وجه لي سؤالا في نهاية المقابلة: لو لم يتم قبولك في الجامعة، ماذا كنت ستفعل؟ توقفت للحظات ثم اجبته بعفوية؟ ما تعلمت من تجربتي: اولا: اهمية الاحلام في حياة الانسان. ثانيا: ليس هناك خيبة امل اكبر من عدم تحقق احلامك وطموحاتك، الا ان خيبة الامل الكبرى هي الا تشعر برغبة امتلاك الطموح اصلا. الموقف الثالث: كانت ليلة من ليالي الشتاء الباردة، وكنت في احد المتنزهات العامة، عندما رأيت هذا المنظر، فقد ضرب على منبه سيارته واشار بيده لعاملين من عمال النظافة بأن يأتيا اليه، وعندما اقتربا منه، قدم لهما قبعتين من الصوف لتقيهما البرد، وقد لاحظت هذا المشهد واكبرت ذلك الانسان في نفسي وتمنيت له الخير من اعماقي. واذكر هنا قناعتي العميقة هو ان الانسان العظيم هو الذي يعمل الاعمال الخيرة في حياته. fahad.alhajry/facebook .com