عندما نتحدث عن قصص ضياع المواهب الكروية في ملاعبنا فهي تتعدد وتتشعب من ناد الى آخر ، فهي مواهب تبزغ في فترة معينة ثم ما تلبث أن تغيب في غياهب تشارك الأندية نفسها والجماهير والإعلام في ذلك التغييب الذي كانت بداية شرارته من اللاعب لكنه لم يجد من يساعده لتجاوز مرحلة مظلمة في مشوار حياته الكروية. اذا سردت العديد من الأمثلة فإننا سنحتاج الى وقت طويل، لكن بامكاننا أن نتساءل عن غياب اللاعب النجم صالح بشير عن ساحة النجومية الذي يتواجد حاليا على دكة الاحتياط كعضو شرف دائم بعد أن كان اللاعب الأساس الأول في الهجوم الاتفاقي والمرشح الدائم للتواجد في صفوف المنتخب الأول ، هذا اللاعب الذي اشتهر بلدغاته المميزة أمام مرمى الخصم الذي غاب وضربت الجماهير الاتفاقية عليه كفا بكف رغم معرفتنا بالجهود الادارية المبذولة لاعادة توهج اللاعب من جديد. البعض يهاجم الادارة الاتفاقية وانها أبعدت اللاعب أو بالأصح لم تبذل الجهود معه لدراسة وضعه والأخذ بيده للتوهج ولو كانت الادارة الاتفاقية كذلك لوجدنا صالح حاليا يتنقل بين ملاعب الحواري أو معروضا على قائمة الانتقال ، أو انتقل الى أي ناد آخر ، ولكن شاهدوا الرغبة المشتركة من الطرفين. فصالح يريد الاتفاق، والاتفاق لا يريد الاستغناء عن صالح، وربما تواجده على دكة الاحتياط لاعادة الحسابات فقط لا غير وربما أيضا تكون استراحة محارب. ايها الاتفاقيون ليعود هذا النجم من جديد مربكا ومخيفا لشباك الخصوم. الادارة الاتفاقية بقيادة الفذ عبد العزيز الدوسري والرائع المربي خليل الزياني ومن معهما من أعضاء مجلس الادارة أخذوا وقتا طويلا في التعامل المحنك مع صالح بشير لأنهم يعرفون ما لهذا اللاعب من ثقل في الفريق وعلى الخارطة الاتفاقية عموما، لذلك كم كان تعاملهم في موضوعه يضرب به المثل رغم الوقت الطويل في مسألة التوجيه واعادة تأهيل اللاعب وعودته بالتدريج الى الملاعب من خلال مشاركته في بعض المباريات، والشيء الجميل أيضا أن اللاعب يشعر بالمسؤولية رغم تواجد اسمين لامعين في خط الهجوم كالأرجنتيني تيجالي وهداف الفريق يوسف السالم الأمر الذي أعطاه حافزا للعودة بقوة والتألق من جديد. مثال واحد في مقال كهذا يكفي لشرح معنى عدم مساهمة النادي في قتل موهبة نجم كما فعل العديد من الأندية في ضياع العديد من النجوم الذين صفقنا لهم طويلا لكنهم غابوا في لحظة، خسرناهم وخسرنا من كانوا مشهد جمال في ملاعبنا ، واختفت معهم المتعة الكروية التي كنا نمني النفس بتواجدهم في استمرارها. غابوا وغابت معهم لحظات رائعة سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات ، درس صالح بشير مفيد لتتعامل الأندية به من خلال درس الادارة الاتفاقية الذي لابد من الاستفادة منه.