اعرف ان اكثر الكتاب حرصا على مناقشة هموم الناس هم الاكثر تميزا والاندفاع قدما في ادق التفاصيل واكثرها تعقيدا وهم في خضم هذه المدارات الصعبة والقاسية لا يدركون ان آخر اهتمامات الناس هو ما يقرؤنه في الصحف.. انه كما يرون نوع من "الهذر" الذي لا يجدي.. فلا سنوات الطاعة والامتثال لما امرت به تجدي ولا سنوات الصراخ والاحتجاج تجدي. ان ما نفعله معا كعرب في وسائلنا الاعلامية مرئية ومقرؤة ومسموعة هو محاولة بائسة لنؤكد اننا ما زلنا احياء ولنا مطالب – إنه دفاع ضد الموت ولكنه دفاع واهن وضعيف وقد يوظف في الاتجاه الخطأ.. أو ربما احيانا في الاتجاه الصحيح.. ولن يتخلص البعض منا من ذلك الاعتقاد الغبي من اننا نقول اشياء ذات اهمية ونحن في الواقع لم نقل شيئا ولم يتغير أي شيء فهم سيبقون كما هم كما وصفهم "ابن خلدون" قبل الف عام ونحن سنبقى كما نحن وهذه "الكما" ليست بدافع شرف التواضع ولكنها شرف الصحو ان شئت ذلك. نحن يا سيدي لا يرانا احد ولا يسمعنا احد ولكننا لم نفقد بعد شهوة الكلام لاننا لا نملك الا الكلام. هذه «الفوضى الخلاقة» كما يدعون ماذا أورثت غير المجاعة والفقر وانهيار الاقتصاد وتحويل العديد من البلدان الغنية بثروات أرضها إلى بلدان محطمة متهالكة تقف على ابواب الغرب الغازية متسولة خاضعة لما يملى عليها من شروط المهانة والذل.. وهل الخلاص من الطغاة هو الارتماء في احضان الاستعمار المستبدوحتى جيل التواصل في الانترنت – و"الفيس بوك" ومواقع الأذى والصراخ والسباب والانحطاط.. هل استطاعت ان تغير.. حال المجتمعات العربية وإلى أين والى أي اتجاه.. أليست كلها في اتجاه واحد.. اتجاه الفوضى والتدمير والخراب واشاعة الفرقة والانشقاق.. هذه "الفوضى الخلاقة" كما يدعون ماذا أورثت غير المجاعة والفقر وانهيار الاقتصاد وتحويل العديد من البلدان الغنية بثروات ارضها إلى بلدان محطمة متهالكة تقف على ابواب الغرب الغازية متسولة خاضعة لما يملى عليها من شروط المهانة والذل.. وهل الخلاص من الطغاة هو الارتماء في احضان الاستعمار المستبد ومن الذي يمكنه ان يدعي ان الخلاص من الحكام الطغاة والظلمة والقساة سيأتي بعدهم بحكام رحماء مستقلين يقيمون العدل والإنصاف في أوطانهم.. وكل الشواهد الناطقة امام اعيننا تؤكد لنا.. ان كل الحكام الذين جاءوا عبر الانقلابات العسكرية او ما يسمونه بالثوارت الشعبية كانوا اكثر بطشا واشد قسوة وسفكا للدماء من الذين قبلهم كلهم – أو جلهم أو أكثر عدلا بعضهم "سواء" فالسلطة تحول هؤلاء الحكام الجدد في أي بلد الى ابالسة متجبرين متعطشين للدماء، وهذه البلدان لا تعرف الأمان ولا الاستقرار فكيف يمكنها ان تحقق العدل والانصاف – افيدونا – افادكم الله ولا أزيد...