بلغة الأرقام التي لا تكذب ولا تنافق، تتمتع المملكة العربية السعودية بمزايا عدة، كفيلة «نظرياً» بإيجاد طفرات متلاحقة، تنعش حياة المواطنين في معيشتهم، وتحقق لهم كل أحلامهم، مثلما حدث في طفرة النفط في سبعينيات القرن الماضي، بيد أن الواقع يشير إلى جملة من المتناقضات «الاقتصادية» غير المفهومة، التي تفسد على المواطن هذه الطفرات «المفترضة»، وتقيده في منطقة المشكلات، فالمملكة أكبر بلد عربي مساحةً، ورغم ذلك تعاني من شح الأراضي البيضاء التي تسببت في أزمة سكن طاحنة، ويعمل لدينا ما يفوق من 8 ملايين عامل أجنبي، ورغم ذلك يوجد أكثر من نصف مليون مواطن عاطل، ورغم أن قوة اقتصادنا الأكبر والأفضل في المنطقة العربية، إلا أنه هذا لم يمنع شكوى مواطنين من وتيرة الغلاء المتصاعدة، وقلة الدخل و»الحيلة» معاً. المملكة أكبر بلد عربي مساحةً، ورغم ذلك تعاني من شح الأراضي البيضاء التي تسببت في أزمة سكن طاحنة، ويعمل لدينا ما يفوق من 8 ملايين عامل أجنبي، ورغم ذلك يوجد أكثر من نصف مليون مواطن عاطل، رغم أن قوة اقتصادنا الأكبر والأفضل في المنطقة العربية.ويفرض علينا الواجب، أن نقر بأن الدولة فعلت ما هو مطلوب منها تجاه الأزمات الرئيسية، سواء السكن، أو البطالة، أو غلاء المعيشة، في المقابل، لم يقم القطاع الخاص بالدور المطلوب منه «كاملاً»، هذا الدور اكتسى في بعض الأحيان حلة استعراضية، لا تخلو من بهرجة تلمع صورة المنشأة الخاصة، بعيداً عن الرغبة الجادة في خدمة المجتمع والمواطنين بتوفير ما يحتاجونه له، ودعوني أتحدث عن البنوك السعودية كنموذج من القطاع الخاص. قبل يومين، أعلنت هذه البنوك عن أرباح تقترب من 20 مليار ريال في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، والرقم مرشح للوصول إلى 28 مليار ريال بنهاية الربع الأخير من العام ذاته، ولعلي هنا أتساءل.. ألا تحفز هذه الأرباح البنوك الوطنية ل»الاتحاد والتحالف» من أجل القيام بمشروع «حقيقي» يعالج أزمة من أزمات المجتمع، بدلاً من برامج خدمة المجتمع «المنفردة»، التي قد لا تفيد عدداً كبيراً من المواطنين، ولنا أن نتخيل أن بنوكنا ال13 أهدت الوطن والمواطن 20 ألف وحدة سكنية كل عام، أو أنها أعلنت عن تبنيها توظيف10آلاف شاب سعودي كل عام، أو أنها فاجأت الجميع بدعمها سلعاً إستراتيجية، ومحاربة الغلاء.. أليس هذا واجباً يفرضه الولاء والانتماء لهذه الأراض، وأليست هذه خطوة تكمل الصورة الجميلة لوطن بحجم المملكة، من العيب أن تكون فيه تناقضات غير مبررة؟. [email protected]