تمنيت على وزارة التعليم العالي أن تنظم " لشبابنا من الجنسين " دورة لمدة أسبوع واحد وبعد أن ينهي كل طالب وطالبة رحلته الدراسية لزيارة الصين ، هذا البلد الذي يثيرني في كل مره أذهب له ، فلا يمكن أن تجد مدينة " شنغهاي " وكل المدن الصينية قد سكنت و تثبت ، فهي ورشة عمل لا تتوقف منذ بداية التسعينات الميلادية . آخر ما قرأت الأن أن الصين تعاني من " شح " العمالة ، أين نقص الأيدي العاملة! في بلد يفوق عدد سكانة المليار وثلاثمائة مليون ، في بلد عدد الطلاب الجامعيين الجدد سنويا يقارب 9 ملايين، لم تعرف الصين حتى الآن مسمى " أزمة " مالية ، الولاياتالمتحدة والدول الأوربية تعاني الآن بطالة تقارب 10% أو تفوقها ، وفي المملكة لدينا بطالة تفوق 800 ألف بإضافة النساء لدينا وبنفس الوقت لدينا 8 ملايين مقيم أجنبي وحتى المقيم الأجنبي يعاني بطالة في بلادنا لذا نشاهد يوميا عدد الذي يقبض عليهم أو من هم في الشوارع بلا ضابط ورابط . الصين تضخ مبلغ 500 مليار دولار أي نصف تريليون دولار لكي تنتشل اقتصادها من أزمة سبمتبر 2008 أي ما يقارب 1,875 مليار ريال هل تخيلنا هذا الرقم ، حالة من الانتعاش الاقتصادي في الصين ونمو يقارب 9% سنويا منذ ما يقارب عقدين ، سكك الحديد التي يتم إنشاؤها الآن بالصين وهي اضافية وتجديد لخطوط بدأت من الصفر رصدت لها الحكومة الصينية مبالغ تفوق ميزانيات دول وكل من يعمل بهذه البلاد " صيني " لا يمكن أن تشاهد عاملا أجنبيا في الصين وهذه رسالة أتمنى أن يدركها كل مواطن لدينا بدلا من ترديد نحن بلد غني وكأن الدولة هي أب وأم وتصرف عليه حتى مماته لو أراد ، في الصين من ينظف الشوارع والنادل بالمطعم والمطارات من خدمات وصيانة والمزراع وبناء وتشييد الطرق والمصانع من الإبرة حتى المفاعل النووي كلهم صينيون ، لا توجد ثقافة عامل أجنبي وهناك مواطن لا يجد عملا ، الكل يعمل بلا توقف ولا حدود ، دخل الفرد الحد الأدني هو 525 ريالا ومتوسطه لا يتجاوز 1500 ريال ؟؟!! الصين الآن وكما تروي صحيفة نيويورك تايمز تبحث عن عمالة فالمصانع تعاني النقص سواء مصانع السيارات أو الإلكترونيات فلا تستطيع توفير عمالة كما هو السابق فلجأت الشركات والمصانع لرفع الدخل والرواتب ، وأصبح الراتب مقياس توفر العمالة فكل رفع له يعني معاناة بنقص العمالة . حتى لا يكون هناك مبالغة وأن نطبق أو نبحث عن تطبيق المنهجية " الصينية " لكن لنا أن نأخذ دورس " الصين " عن كيفية انعدام البطالة لديها رغم هذا الحجم الهائل من السكان وحجم الناتج القومي والسياسة الاقتصادية المتبعة ، ونحن الآن اكبر دولة نفطية في العالم إنتاجا واحتياطا وشركات بتروكيماية تتجه لصدارة العالم ، وقطاع خاص له اليد الطولى في الحراك الاقتصادي ونعاني من بطالة قاتلة لم تنجح وزارة العمل أو غيرها بحلها سواء بتشريعات أو تنظيمات ، إذاً الخلل أين ؟؟!! أعتقد هي إجابة واحدة ويتحملها الجميع التخطيط والإنسان لدينا لا غير . فهل نتجه لتصدير العاطلين لدينا إلى الصين ؟!