انتهت فعاليات الدورة 62 من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، وقد سجل المعرض في دورته لهذا العام رقماً قياسياً جديداً، إذ بلغ عدد العارضين 753 دار نشر عالمية من 111 دولة. وتعد الأرجنتين ضيف شرف المعرض في وقت حققت هي الأخرى رقماً قياسياً جديداً في عدد العناوين باللغة الألمانية للدول المشاركة من غير الناطقة بالألمانية، إذ تُرجم أكثر من 220 عملا لكتاب أرجنتينيين إلى اللغة الألمانية في مختلف المجالات، كان للأدب النصيب الأكبر منها. لكن على الرغم من هذا العدد الكبير من دور النشر المشاركة في المعرض، إلا أن الحضور العربي جاء متواضعاً كعادته في الدورات السابقة من المعرض. إذ أن عدد دور النشر العربية المشاركة لم يتجاوز الأربعين، أغلبها دور نشر خاصة، وأخرى حكومية من العراق ومصر والإمارات العربية المتحدة والسعودية. كما «يمثل اتحاد الناشرين العرب بصورة رمزية دور نشر عربية أخرى، لم تتح لها فرصة الاشتراك في المعرض»، كما قال رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد عبد اللطيف طلعت في حوار مع دويتشه فيله. وأضاف طلعت أن «الهدف الرئيس من المشاركة هو الاتصال بدور النشر الغربية وتبادل الحقوق ومحاولة الترويج لإعطاء حقوق ترجمة بعض الإصدارات العربية إلى اللغات الأوروبية». الحلقة المفقودة ويرى رئيس اتحاد الناشرين العرب أن الحوار الثقافي بين العالم العربي وألمانيا يعتمد اعتماداً رئيسياً على الترجمة بين أدب وفكر هاتين البيئتين الثقافيتين المختلفتين. ويذهب إلى أن هناك حاجة إلى توازن بين دفتي حركة الترجمة هذه، إذ أن «الترجمة من الآداب الأوروبية إلى العربية قائمة منذ أكثر من قرن من الزمن وفي مختلف جوانب الفكر، لكن الذي ينقصنا هنا ترجمة الإبداعات العربية إلى هذه اللغات الأوروبية». و يلاحظ المتجول في أروقة دور النشر العربية المشاركة غياباً شبه تام للإصدارات العربية المترجمة إلى الألمانية، إذ اقتصرت على إصدارات معدودة.