كل مواطن سعودي سبق أن سمع عن اعتراض سكان حي على بناء مدرسة أو مسجد قريب منهم. والكل يعلم أن اعتراضهم قد يكون له ما يبرره. فوجود مدرسة بالقرب من المنزل سيحول الشارع إلى مكان تفحيط ومكب للنفايات. وكذلك البعض يقول ان وجود مسجد ملاصق لبيته قد يكون فيه مضايقة من المصلين عندما يوقفون السيارات أمام منزله أو حتى أن الشارع يتم سده بسيارات المصلين. والذي يحيرني هو أنني لم أسمع مواطنا قام بالحديث عن مصانع الكيماويات وسط الأحياء. والتي هي قنابل موقوتة. وخطرها أنك لا تسمع صوتا أو ترى دخانا وأحيان أخرى لا تشم السموم لأن بعضها لا رائحة له. ولكن هل توجد صعوبة في التقليل من انبعاثات المصانع؟. وماذا لو انبعثت الغازات القاتلة فما الإجراءات المتبعة؟. وهل سنسمع كلمة تحتفظ الجريدة باسم صاحب المصنع؟. فالتسرب الذي حصل في الصناعية الأولى من مصنع (مابكو) يجب ألا يمر مرور الكرام. ولا بد من مراجعة وضع جميع المصانع الكيماوية وطرق السلامة المتبعة. ومراجعة مدى استعداد الدفاع المدني وقدرته على إدارة مثل هذه الأزمات. ولا نعلم إن كان الدفاع المدني لديه دراية بما تحتويه هذه المصانع. ولا نعلم ماذا كان سيحدث لو أن رياحا قوية هبت أثناء التسرب من المصنع. وأيضا هل قامت الشركة بالإبلاغ عن التسرب مباشرة أم حاولوا إخفاء الأمر ولم ينجحوا. والمشكلة لدينا أننا ننسى بسرعة. ولذلك لا بد من وضع قوانين أشد صرامة على الشركات التي تتعامل مع المواد الخطرة. وقد يستغرب الجميع لو عرفوا مقدار الأرباح التي تحققها هذه الشركات ولكنها لا تستقطع أي جزء من الأرباح لتطوير أمور الصيانة والحد من التلوث. والمشكلة أن من يعمل في هذه المصانع أغلبهم من العمالة الأجنبية التي لا يعنيها نقاء هواء هذا الوطن. وأنا لا ألوم الأجنبي ولكن ألوم الموطن الذي ليس له هم غير الربح. والحد من تسرب أي غاز أو خفض كميته ليس صعبا. وقد لاحظ الجميع كيف قامت ولاية كاليفورنيا وخاصة في محيط مدينة لوس انجليس بخفض التلوث بصورة لا تصدق. ولكن تم سن القوانين الصارمة والتي لا ترحم أيا كان. حتى لو كانت (سابك). [email protected]