لا أزال أتذكر أول مرة ذهبت فيها إلى مدينة العيون. فقد كان ذلك ضمن زيارة مدرسية في المرحلة الابتدائية وبعدها قمنا بزيارة إلى أحد مدارس قرية المراح للعب مباراة ودية في كرة الطائرة وإجراء مسابقة ثقافية. وفي تلك الفترة كانت مدينة العيون آخر نقطة قبل الاتجاه إلى ابقيق والدمام. وكان من السهل ملاحظة نقاء الجو وصفائه بسبب تواجدها بين بساتين النخيل من جهة ورمال الصحراء من جهة أخرى. وبالنظر إلى موقع هذه المدينة فهي تعتبر نقطة التوسع العمراني للأحساء وأنها المدينة المساندة من ناحية التمدد الأفقي وكذلك متنفس طبيعي لزحام المدينة الأم ويسمى هذا في الغرب (The Suburb) والذي دائما يتميز بالبعد عن الزحام ونقاء أفضل في الهواء. فإلى وقت قريب كان من السهولة ملاحظة الفرق البسيط في درجة الحرارة بين مدينة الهفوف ومدينة العيون وخاصة في الليل. ولكن أصبح الأمر في وقتنا الحالي معاكسا للتوقعات وخاصة بعد توسع وزيادة إنتاج مصنع الاسمنت الذي كان يسمى مصنع اسمنت الظهران. وكذلك تمدد مدينة العيون وخاصة في العشرين سنة الماضية. الكل يعلم بأهمية مصنع الاسمنت للاقتصاد الوطني ولكن لا نريد أن تكون نهايته مثلما حصل لمصنع السماد الكيميائي (سافكو) في الدمام. والذي وصل التلوث في محيطه مرحلة قررت الدولة مشكورة إغلاقه.واختفى نقاء وصفاء هواء مدينة العيون. وأصبح من السهل ملاحظة التلوث البيئي لهذه المدينة الجميلة. وكذلك مدى التأثر الصحي وخاصة للأطفال الذين لديهم الربو أو يعانون من صعوبة تنفس. الكل يعلم بأهمية مصنع الاسمنت للاقتصاد الوطني ولكن لا نريد أن تكون نهايته مثلما حصل لمصنع السماد الكيميائي (سافكو) في الدمام. والذي وصل التلوث في محيطه مرحلة قررت الدولة مشكورة إغلاقه. وأرى أن تقوم هيئة الأرصاد وحماية البيئة والهيئات الحكومية ذات العلاقة لعمل دراسة بأسلوب علمي باستشارة كبرى الشركات العالمية حول تحويل الغبار المنبعث من المصنع إلى مادة صلبة لكي تكون في الأرض المحيطة بالمصنع. وسؤالي الأخير ما هي إمكانية أن تقوم شركة الأسمنت السعودية بأخذ جزء من الأرباح الكبيرة وإنشاء عيادة طبية متكاملة مساندة لعلاج أطفال هذه المدينة من أي أمراض في الجهاز التنفسي؟... بالمناسبة أنا متأكد أن أهالي مدينة العيون لا يريدون سماع جملة (تكوين لجنة لدراسة الوضع) لأن الأمر واضح. [email protected]