تعتبر صناعة الأحبار من أكثر الصناعات التي تستخدم مجموعة كبيرة من المواد الخام العضوية وغير العضوية كما تحتاج الى الكثير من المركبات الكيميائية التي في مجملها تكون خليطا ذا قوام وكثافة معينة على حسب الغرض الذي ستستخدم لاجله لتخرج الالوان زاهية كما نحبها ونراها . ويعتبر مصنع السمع للاحبار الاول من نوعه في المملكة وبدأ انتاجه عام 1981 م وفي حوار اجرته الرياض مع الاستاذ خالد بن علي السمع الزهراني مدير عام المصنع ذكر ان صناعة الاحبار تعتبر من الصناعات الكيميائية المعقدة وذلك لكثرة المركبات والعناصر والمواد الخام التي تدخل في هذه الصناعة واضاف لقد حرصنا منذ بداية انشاء المصنع على استقطاب كفاءات بشرية عالمية امريكية واروبية في العلوم الكيميائية والهندسة الصناعية للوصول الى ال ( know how ) وكما هو معروف فإن الشركات العالمية التي تصنع السلع والمنتجات لا يمكن ان تمنح او تبيع التركيبة السرية ولا نسب خلط المواد لذلك كان من المهم لدينا ان نستثمر في هذا الجانب لكي يكون لدينا المعادلات الكيميائية ونوعية المواد الخام التي تصنع منها الاحبار وقد استغرق منا ذلك الكثير من الجهد والمال ولكن نحمد الله نحن الان نعتبر من المصانع العالمية التي تملك المعرفة بكل تفاصيلها في هذه الصناعة وحول صناعة الاحبار في المملكة قال الاستاذ خالد ان المصنع الوحيد الذي يقوم بصناعة حقيقية للاحبار وذلك من خلال خلط ومزج المركبات الكيميائية الاساسية هو مصنع السمع للاحبار وأغلب المواد المستخدمة هي من صناعة ارامكو او سابك اما المصانع الاخرى فأغلبها مصانع تعبئة حيث ان الاغلبية يقومون باستيراد الاحبار جاهزة من الخارج في براميل كبيرة وبعد ذلك يقومون بتعبئتها بعبوات صغيرة على حسب طلب السوق ثم يقومون بوضع علامة صنع في السعودية وهذا اثر بشكل كبير علينا وعلى الصناعة في المملكة لان الحكومة اعزها الله عندما قررت دعم الصناعة الوطنية كان هدفها هو ايجاد صناعة حقيقية وليس صناعة تعبئة لذلك نحن املنا معقود في وزير التجارة والصناعة لايقاف هذا العبث الحاصل في الصناعة والتفريق بين ما يصنع حقيقة في السعودية وما يتم تعبئته في السعودية لان هذا الامر مهم بالنسبة لنا ولكثير من المصانع التي استثمرت ملايين الريالات في صناعة المعرفة الامر الاخر ان قيادتنا الرشيدة اعطت أولوية للصناعة الوطنية في المناقصات الحكومية ولكن ما يحدث الان افقد المصانع الوطنية القدرة على المنافسة الداخلية بسبب عمليات التصنيع الوهمية التي تنتهجها بعض المصانع في ادعائها ان المنتج صنع في السعودية بينما الحقيقة انه تمت تعبئته في السعودية لذلك نحن والكثير من المصانع نطلب من معالي الوزير التحقق من هذا الامر وعدم منح أي مصنع علامة صنع في السعودية مالم يتم التأكد من حقيقة الامر حتى لو كان المصنع لديه ترخيص صناعي ولكن يتم التمييز بين ما يتم تصنيعه من مواد خام أولية وبين ما يتم فقط تعبئته وأضاف الاستاذ خالد ان حجم الآلات والتجهيزات والاستثمارات التي تم ضخها في مصنع السمع للأحبار تقدر بعشرات الملايين وهي من الأجهزة الحديثة والمتطورة، اما بالنسبة للمصانع التي تقوم بالتعبئة فإن حجم الآلات والمعدات التي لديها لا يتعدى مئات الالوف وهي عبارة عن مكاين لخلط الالوان بنسب معينة للحصول على لون جديد فهم يقومون باستيراد الالوان تقريبا 10 الوان ثم يتم المزج فيما بينها للوصول الى اللون المطلوب اما بالنسبة لنا فنحن نقوم باستخدام المواد الخام الاساسية التي هي الاساس في صناعة الاحبار ومعظمها تم تصنيعه في ارامكو او سابك واغلبها يأتي على شكل بودرة وهي مواد كيميائية يتم تغيير خصائصها من خلال درجات الحرارة وغيرها من العوامل الفيزيائية والكيميائية التي في مجملها تكون حبرا على حسب الاستخدام فهنالك احبار للجرايد وغيرها للمجلات وغيرها للكرتون وغيرها للصفيح وغيرها للبلاستك فكل نوع من المواد له نوع من الاحبار التي تتناسب معه وفي سؤال حول المواصفات والمقاييس المتبعة في صناعة الاحبار ذكر الاستاذ خالد انه لايوجد مواصفات ومقاييس بالمعنى الحقيقي لصناعة الاحبار في المملكة ولكن هنالك مواصفات عالمية كما انه لا يوجد رقابة صارمة على عملية استيراد الاحبار من الخارج ولكن مالا يعرفه الكثير ان بعض الاحبار قد يتم اضافة بعض الزيوت والشحوم التي نحن كمسلمين نرفضها ولكن من الطبيعي استخدامها في الخارج كما ان بعض المركبات الكيميائية التي تستخدم في الاحبار تكون درجة السمية بها عالية وبعضها له تأثر كبير على البيئة لذلك من المهم ايجاد مواصفات سعودية للاحبار التي يتم ادخالها للبلاد ، وحول انتاج المصنع ذكر الاستاذ خالد ان المصنع ينتج اكثر من 30 نوعا من الاحبار التي تستخدم في جميع انواع الطباعة واضاف ان اغلب انتاجنا يتم تصديره وذلك بسبب جودة الحبر والمواصفات العالية والعالمية التي يتمتع بها مصنعنا وعن حجم الطلب الداخلي على الاحبار التي ينتجها مصنع السمع للاحبار ذكر الاستاذ خالد انه للاسف اغلب المسؤلين عن مشتريات الاحبار سواء في الصحف او دور النشر او بعض الجهات الحكومية ليس لديهم دراية عن الاحبار ولا يعرفون عنها إلا القليل ونحن لا نلومهم في هذا الامر لانه لا يوجد مختبرات ولا جهات رسمية تطلعهم على اسرار هذه الصناعة خصوصا ان الاحبار تلامس حياة الناس بشكل يومي من خلال تصفح الجرايد او قراءة الكتب وكل شيء لا بد ان يكون به حبر ، وعن مستقبل صناعة الاحبار في المملكة قال الاستاذ خالد بالنسبة لنا نحن باستمرار نطور منتجاتنا من خلال ما نقوم به من دراسات وابحاث كما نحرص على متابعة كل ماهو جديد في هذه الصناعة وخصوصا ما يتعلق بالآلات والمعدات، اما بالنسبة لصناعة الاحبار في المملكة فإنه اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه حاليا سواء كثقافة عامة او كمسؤلين في اقسام المشتريات او انظمة وقوانين فإن صناعة الاحبار في المملكة تحتاج الى وقت كبير لتكون رائدة ولتكون دولتنا مصدرة وليست مستوردة وأضاف نحن الآن بصدد دراسة بعض المشاريع الصناعية لصناعة بعض المركبات الكيميائية التي تدخل في صناعة الاحبار والدهانات وهي تعتبر من الصناعات التحويلية واغلب موادها الاساسية ستكون من ارامكو او سابك .