ما أذاعته محطة CNN الأمريكية الإخبارية، الثلاثاء، عن أن مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي (إف.بي.أي) أحبط مخططا لاغتيال السفير السعودي لدى الولاياتالمتحدة، عادل الجبير، يُعدُّ تحولاً خطيراً لا ينبغي السكوت عنه.. خاصة بعد محاولات الفتنة الإيرانية والتي جرت أيضاً قبل أيام في القطيف. وما قاله المدعي العام الأمريكي، إيريك هولدر، من أن عملاء إيرانيين اشتركوا مع عصابة مخدرات مكسيكية لتنفيذ الهجوم الذي كان من الممكن أن تستخدم خلاله أسلحة شديدة التدمير، كذلك تأكيده انه تم القبض على مواطن إيراني يشتبه بضلوعه في الهجوم ، وأن هناك إيرانيا آخر يحمل جواز سفر أمريكيا مازال هاربا.. لا يمكن أن يصدر إلا عن امتلاك معلومات مؤكدة، وحقيقية.. والغريب بل والمثير أن العملية كانت تستهدف تفجير سفارتي المملكة وإسرائيل في ربطٍ يدل على التشويش والخلط السائدين في عقول خفافيش طهران المريضة. التورط الإيراني، ليس جديداً أو غريباً، إذاً، لأن المتابع للسلوك الإيراني خلال العقود الأخيرة، لا يستبعد مثل ذلك، استناداً إلى ما قامت به طهران في عدة عواصم خليجية، الكويت سابقاً وتفكيك خلية استخباراتية كانت تهدف لزعزعة الاستقرار، وما حدث ضد البحرين مؤخراً، إضافة للطابور الإيراني الخامس الذي ينشط في العراق، ومسؤوليته عن الاغتيالات الطائفية التي وقعت هناك. ما كنا نتمنى أن تصل العلاقات بين البلدين إلى هذه الدرجة، وما كنا نتمنى أبداً أن يغوص حكام طهران في مثل هذا المستنقع القذر، فقط نستطيع أن نؤكد وبكل جلاء وحكمة ودون انفعال أيضاً، ان مملكتنا كما لن تنجر وراء مثل هذه الأساليب، فإنها أيضاً لن تتسامح مع مثل هذه المؤامرة المخجلة المؤامرة الإيرانية للأسف، تعكس فقدان أعصاب اليمين المتطرف الحاكم في طهران، ومحاولته التغطية على فشله المتكرر، كما أن عزلته الدولية أوقعته في مزيدٍ من التخبّط، بعد الصفعات المتتالية التي تلقاها داخلياًَ واقليمياً وخارجياً، وإلا فماذا يعني أن يلجأ نظامٌ ما لتنفيذ اغتيالات سياسية خارج حدوده، وهو الذي نفذ نفس سياسات التصفية ضد خصومه في الداخل؟. مثل هذه التصرفات الشيطانية، أعتقد أنها لن تمرّ مرور الكرام، ذلك ان الصبر السعودي على الاستفزازات الإيرانية له حدود، فالمملكة التي طالما تحملت كثيراً العبث الإيراني، حاولت أكثر من مرّة أن تحافظ على "شعرة معاوية" ومراعاة كل أصول وقواعد الجيرة التاريخية، والأخوة الإسلامية، ولكن يبدو أن طهران لا تفهم ذلك؟ استهداف السفير السعودي في واشنطن تحديداً، ومن قبل عناصر مقربة من الحرس الثوري الإيراني، كان عملية مزدوجة، هدفها ضرب العلاقات السعودية الأمريكية أولاً، وكذلك استهداف شخصية سعودية رفيعة مثل السفير الجبير، إضافة إلى هزّ الصورة الأمريكية وإظهارها بمظهر غير القادرة على حماية الدبلوماسيين؟ السؤال المحيّر هو: لماذا تفعل إيران كل ذلك؟ وهل لدى حكامها الآن أي حديث عن جيرة تاريخية أو أخوة إسلامية، أو حتى أبسط الأعراف الدبلوماسية؟ للأسف، ما كنا نتمنى أن تصل العلاقات بين البلدين إلى هذه الدرجة، وما كنا نتمنى أبداً أن يغوص حكام طهران في مثل هذا المستنقع القذر، فقط نستطيع أن نؤكد وبكل جلاء وحكمة ودون انفعال أيضاً، ان مملكتنا كما لن تنجر وراء مثل هذه الأساليب، فإنها أيضاً لن تتسامح مع مثل هذه المؤامرة المخجلة، {وليعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون}. تذكر!! تذكر يا سيدي في إيران قبول النصيحة شيء نادر ، وأقل حماسة لها هم « كبارهم» ؟!! . وخزة.. لا تتستر على الشر.