كنت آمل أن تستغل وزارتا «الثقافة والإعلام» والصحة مناسبة إحياء العالم ل"اليوم العالمي للصحة النفسية" في العاشر من أكتوبر الماضي لتسليط الضوء على مفهوم "الصحة النفسية"، والتأكيد على مدى حاجتنا للاهتمام بها.. كنت آمل أن تتواكب مع جهود الدولة في افتتاح المزيد من مستشفيات الصحة النفسية ومدّ المسشتفيات القائمة بكل ما تحتاجه من موارد بشرية ومادية وطبية.. حملات إعلامية صحية توعوية تركّز على مفهوم الصحة النفسية كمنهج حياة، لا سيما أن – تقديرات منظمة الصحة العالمية - تقول إن ربع سكان العالم يحتاجون إلى رعاية صحية نفسية في مرحلة ما من حياتهم، الأمر الذي يؤكد على أهمية التركيز على هذا المفهوم لاستباق تحوّل الاضطراب النفسي البسيط إلى مرض نفسي عضال. وهذا لن يتحقق إلا باطلاق حملات توعوية على كافة المستويات، على مستوى الموظفين والطلاب، الأصدقاء والأصحاب، الأسر والأقارب.. توجّه الأب أن يراعي الصحة النفسية لأفراد أسرته، وتحض المدير على الحرص على صحة موظفيه النفسية، وتحث المدرس على تعزيز الصحة النفسية لطلابه، وحينها سينعكس الأمر إيجاباً على أفراد المجتمع وكيانه، فمراعاة الصحة النفسية للموظفين، سترفع مستوى أدائهم ومن ثم بإنتاجيتهم وبالتالي قدرتهم على تحقيق أهداف المؤسسة.. والاهتمام بتعزيز الصحة النفسية للطلاب والطالبات سينعكس إيجاباً على قدرتهم في التحصيل والتفاعل وبالتالي يتحقق تفوّقهم الدراسي.. واهتمام الأب بالصحة النفسية لأهله وذويه سيلقي بأثره على المجتمع كله؛ لأن مراعاتها ستقلل الخلافات وتمنع الاضطرابات وتزيد المحبة والود والالفة والتعاون وهنا سنمدُّ المجتمع بأفراد أصحاء أسوياء قادرين على البناء والعطاء. الاهتمام بتعزيز الصحة النفسية للطلاب والطالبات سينعكس إيجاباً على قدرتهم في التحصيل والتفاعل، وبالتالي يتحقق تفوّقهم الدراسي.. واهتمام الأب بالصحة النفسية لأهله وذويه سيلقي بأثره على المجتمع كله، لأن مراعاتها ستقلل الخلافات وتمنع الاضطرابات وتزيد المحبة والود والالفة والتعاون وهنا سنمدّ المجتمع بأفراد أصحاء أسوياء قادرين على البناء والعطاء. ونحمد الله أننا لا نعاني من نقص في الاستثمارات في هذا المجال، ولدينا إمكانات صحية وإعلامية واقتصادية، تؤهّلنا للقيام بذلك على أفضل ما يكون، ويكفي أنه في الوقت الذي اختارت فيه منظمة الصحة العالمية موضوع "الاستثمار في الصحة النفسية" عنواناً لاحتفائها ب"اليوم العالمي للصحة النفسية" هذا العام (2011)، لتسليط الضوء على عدم كفاية الموارد المالية والبشرية المخصّصة للصحة النفسية في معظم دول العالم، كان مدير عام الصحة النفسية والاجتماعية بوزارة الصحة الدكتورعبدالحميد عبدالله الحبيب، يعلن أنه يجري حالياً تمكين وإحلال عدد من المشاريع في مستشفيات المملكة للصحة النفسية من خلال 14 مشروعاً لمستشفيات نموذجية ذات مواصفات عالمية لتزيد السعة السريرية إلى أكثر من ستة آلاف سرير، وبيّن أنه يوجد أكثر من 21 مستشفى للصحة النفسية والأمل تمتد لتشمل مناطق ومحافظات المملكة، يدعمها أكثر من 90 عيادة نفسية متخصّصة في المستشفيات العامة والتخصّصية، فما ينقصنا ليس استثمارات، ولكن ما نحن بحاجة إليه هو توعية أكثر. وختاماً.. الحديث عن "الصحة النفسية" ليس من قبيل الترف، ويمكن أن ندرك أكثر أهمية هذا الأمر، إذا ما دقّقنا في تعريف منظمة الصحة العالمية للصحة النفسية، حيث عرفتها بأنها عبارة عن حالة من العافية يمكن فيها للفرد تكريس قدراته الخاصة والتكيّف مع أنواع الإجهاد العادية والعمل بتفانٍ وفعالية والإسهام في مجتمعه. وبهذا تمثّل الصحة النفسية، الأساس اللازم لضمان العافية للفرد وتمكين المجتمع من تأدية وظائفه بشكل فعّال، في حين تلقي الاضطرابات النفسية بآثارها السلبية على الفرد والمجتمع، وقانا الله وإياكم شر الأمراض النفسية ومتَّعنا بالصحة النفسية.. والله الموفق. [email protected]