لحظة صمت ثم صمت فالحزن سيد الموقف هنا، اليوم سأكتب بيدي على صفحة بيضاء بقلم أسود وسأجهد يدي التي تجافت مع إمساك القلم منذ سنوات وليس لان مفاتيح جهاز اللاب توب قد أخذتني من إمساك القلم كل هذه السنوات ولكنها لعلة طبية في راحة يدي اليمنى مما جعلني أتجافى مع القلم والفرشاة للرسم سنوات وهذا خارج إرادتي ولكن اليوم قررت أن يكون الوضع مختلفا جدا جدا واكتب بالقلم لان ما لمسته هو ألم نفسي لا يوازيه أي وجع جسدي في الدنيا، ففي يوم الخميس الماضي كان عنوان مقالتي وطن ولأني اسلم المقالة قبل الطباعة بيوم أو يومين من الصدور لم اعلم أن يوم الوطن سيبات حزنا وتنكس من اجله الأقلام والحروف لذلك اعتذر.. اعتذر لك وطني عما حدث على أرضك النبيلة التي احتوتني وغيري من البشر، اعتذر عن يوم الحزن الذي لطخ فرحك الأبيض وجمالك الأخضر، اعتذر عن غباء تلك الفئة التي تجاوزت كل الأعراف العقلية والإنسانية والدينية، اعتذر وروحي ألفها في سيلوفان اخضر ووردة بشعار علمك الخفاق السيف علامة التوحيد، اعتذر يا كل حبة تراب دنست بأقدام رعناء نشرت الفجيعة على حباتك، اعتذر يا موج الخليج العربي الصافي عما عكر صفوك من أحداث كانت من فئة جعلت ولاءها لخارج حدودك، اعتذر لتلك الأشجار التي ضربت جذورها في أعماقنا، اعتذر لكل قلب نابض مؤمن بشعار بلادي «لا اله إلا الله محمد رسول الله»، اعتذر لكل عقل تعطل عن تفسير تلك الحرب النفسية والاجتماعية والدينية، اعتذر يا وطني ثم اعتذر ثم اعتذر، كنت أقول فيما مضى البركة في شباب البلد ولكن اليوم أعيد الحساب ألف مرة فلن أدافع عن سفهاء تحركوا ضمن أحقاد وغوغاء، في وقت كان الأجدر أن ترتفع أصواتهم بترديد الولاء وحماية الوطن الذي ضمنا على ترابه وركضنا على شوارعه وبكينا على أرصفته، إن ما حدث لن يهز أركان محبتنا، ولن يزيدنا إلا إصرارا على حب الوطن، اعتذر لك يا وطني بكل ألم احمله بين تفاصيل عقلي وكل جزء من نبضي، اعتذر يا وطنا حمل تاريخ الجدود وكرامة النفس وعزة الذات، لا اعلم ماذا أسمي ما حدث لك يا وطن إلا أنها النفس الحاقدة على البشر وعلى نعمة الله علينا إننا تحت لواء قيادة حكيمة وأسرة حاكمة نبيلة لن أقول انه غير ذلك فالحقد هو السيد هنا، وكما صرحت وزارة الداخلية أن ولاء هؤلاء لدولة أخرى، نحن نصرح بكلمة بجملة واحدة كلنا سعوديون وكلنا للوطن وترابه مهما حاولوا تشويه صورتنا أمام المحافل الدولية، وعلى كل فرد على هذه الأرض لا يرغب فيها أو في حكومتنا مغادرة البلاد لغيرها حتى يعرف مدى الفرق بين ارض الحرمين وقيادتنا وغيرها من الدول والشعوب، اعتذر لك ثم اعتذر، والآن حان وقت العمل من اجل استئصال كل هذه الجراثيم التي تلوث سماءنا الصافية، وبس. [email protected]