يا وطناً مباحاً، يا وطني اليوم زمن الدم والرايات والصيحات وأجسادنا التي تكاد تطوف بها الكآبة... أصدق حزن العشب وحزن الغابات والفاكهة. وأصدق حزن اللحن الذي يرتجف به شعوري لأجلك، وأصدق حزن اللغة بين شفاهك الذابلة التي ما نطقت يوماً إلا باسم الورد والعطر والحرية. يا وطني سأمسح عن جبينك تعب المستحيل المتعجرف وأرسل اليك على جمال شوقي قوافل حناني ومؤونة من الشجاعة ومطراً أخضر، يُمسي في كل صباحاتك شمس أمل في ضجة الحياة وقصة التراب والتفاحة دمعي وشرودي، ذهولي وغضبي، صمتي وطموحي، هو أنشودتي لك وقرباني. وأنا أيها الوطن جميلتك التي تكتب لك.