أمام الدعاة خيارات إما أن يقتصروا على ما كان من قبل من الدعوة في المساجد والمحاضرات والنوادي الثقافية والمجالس الأسبوعية والدروس العلمية وما شابه ذلك وإما أن يكونوا سباقين إلى أن يخاطبوا الناس في كل مكان يجتمعون فيه والثاني هو الواجب. طالب وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس مجلس الدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، الدعاة بالتناغم مع مستجدات العصر الالكترونية وشدد على اهمية المحافظة على القيم والأخلاق في التعامل في الإنترنت والدعوة وفي المواقع بعامة حتى المشاركات الفردية، مشيرا الى انه لا دعوة بلا أخلاق سواء كانت بالمسجد أو عبر الوسائل الحديثة، داعيا كل مهتم بالعلم وبالدعوة إلى الله أن يدعو كل قادر إلى أن يكون له مشاركة عبر الانترنت سواء في مواقع مستقلة أو في الإعلام الجديد «الفيس بوك وتويتر» ملتزماً بآداب وأخلاق الإسلام سواء في السر أو في الجهر. وقال الوزير خلال افتتاحه امس أعمال الندوة الأولى ل «المواقع الدعوية السعودية الإلكترونية»التي تنظمها الوزارة تحت عنوان «نحو مستقبل أكثر تأثيرا»، في قاعة الاجتماعات الرئيسة بفندق ماريوت بالرياض: إن الدعوة إلى الله هي سمة وعمل الأنبياء والمرسلين بتكليف من الله - جل وعلا- فالرسالة دعوة، والنبوة دعوة، واوضح آل الشيخ انه في هذا العصر رأينا أن أكثر المتلقين يتلقون ما يتلقون عبر هذه الأجهزة الحديثة إما عن طريق القنوات الفضائية أو عن طريق الانترنت والبرامج الإلكترونية وإذا كان الأمر كذلك فكان لزامًا أن يحدث كل من له قدرة ويدعم أن يكون سباقاً إلى أن يغشى هذه القنوات الفضائية، وأن ينشئ المواقع الالكترونية لتكون لبنة للوصول إلى الناس. وقال: إن هذا العصر فيه صراع كبير وفيه حروب فكرية متنوعة هذا التنوع وهذه الحروب الفكرية يقف أمامها طالب العلم، ويقف أمامها الداعية متأملاً مترسماً طريق الصواب، وهنا لابد من ملاحظة أمور مهمة في هذا الصدد، أولها أن المحافظة على المنهج، منهج القرآن والسنة الذي يدعو إلى المحافظة على العقيدة الصحيحة وما تشتمل عليه من أبواب في الاعتقاد في السلوك والعمل والسنة النبوية المطهرة، وما فيها من كمال في العلم والخلق والتعامل، ثم ما كان عليه السلف الصالح وأئمة الإسلام، هذا كله لابد أن يكون الرائد، وأن يكون الهدف وأن نكون دائماً محافظين على هذا المنهج، فوجود هذه الوسائل الحديثة لا يعني أن نترك المنهج الصحيح الذي سارت عليه قوافل الأنبياء والمرسلين، وسار عليه أتباعهم. وقال: إنه يلاحظ أن المشاركات عبر الانترنت مختلفة المستوى، ولذلك حبذا أن يكون للمواقع الدعوية حرص على اختيار من يجيب الناس في المواقع التفاعلية، وأن يكونوا على مستوى من الدراية ولو تطلب ذلك تنظيم دورات لهم في الحوار وانتقاء الكلام والحرص على ما هو أحسن، مؤكداً على أهمية أن يجاب على الأسئلة المطروحة بروية وتأنٍ، لافتاً إلى أن المواقع الدعوية السعودية على الانترنت تحظى بثقة واهتمام المسلمين في مختلف الأرجاء، فالعالم كله ثقة بهذه المواقع، وثقة بما يصدر عن هذه البلاد، وينظر إليكم «القائمون على هذه المواقع « نظر المتلقي غير المتردد، فالعالم والشباب الإسلامي ينظرون إلى طلبة العلم والدعاة والمواقع الدعوية السعودية بالاتباع في كثير مما فيها وهذا يعطي المسؤولية. وتختتم الندوة اليوم فعالياتها بعقد جلستين، الأولى يتم فيها مناقشة محور «التكامل بين المواقع الدعوية ..رؤى ومقترحات» من خلال ضرورة التكامل بين المواقع الدعوية وأثره في خدمة الدعوة إلى الله، ومجالات ووسائل التكامل بين المواقع الدعوية، والتخصص وأثره في تحقيق التكامل بين المواقع الدعوية، ويرأس الجلسة الشيخ عبدالله بن خنين عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للبحوث والفتوى، وقرر لها الشيخ الدكتور علي بن محمد العجلان ويقدم لها أوراق عمل من الدكتور عبدالرحمن السديس، والدكتور حياة با أخضر، والدكتور هشام آل الشيخ ويشارك في المحور كل من علي العثمان والدكتور عبدالله اللحيدان والدكتور فالح الصغير، أما الجلسة الثانية فتعقد برئاسة الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبدالعزيز الحمين، وتناقش محور «المواقع الدعوية ومواجهة الغلو والإرهاب عبر الانترنت» من خلال جهود المواقع الدعوية في مواجهة الغلو والإرهاب، وأثر الانترنت في نشر الغلو والإرهاب، ورؤى ومقترحات لمواجهة الغلو والإرهاب عبر الانترنت، ويقرر للجلسة الدكتور عبدالله بن فهد اللحيدان، ويقدم لها أوراق عمل كل من الشيخ بدر العتيبي وهاني الذويب، والدكتور عبد الرحمن الهدلق، ويشارك في الحوار كل من: الدكتور محمد العتيق والدكتور محمد السمان وفي ختام الجلسات تصدر التوصيات.