أعرف جيدا أن مفردة المدح لا تجلب قارئا إلا ما ندر.. وأن الجلد تحت الحزام أو حتى فوقه.. أو من على الأطراف يجعلك ككاتب وقلم في مقدمة الصفوف.. حتى وإن كان النقد يدخل في خانة " شخبط شخابيط " أو تسير مع منهج " خالف تعرف " أو إنه عزف مع " فرقة حسب الله " لا أكثر ولا أقل..!! لكنني في هذه السطور سأضحي بالقارئ المولع حد الهوس بملف الضرب من تحت الحزام.. والسير بمنطقية وعقلانية في إعطاء الحق لمن يستحقه.. وعزف الكلمة على قيتار الإنصاف لشباب اختصر الطريق عبر لحن مؤثر للغاية في مسيرة أنديتهم..!! لكنني في نفس الوقت.. أعد القارئ الهادئ الذي يشعر بالتقزز مما يثار حوله من إثارة مفتعلة.. وتجن على الآخرين.. بأنني لن أضع أيا من البهارات على كلمات المديح.. ولن أجمل الأسطر بمكياج النفاق.. ولن أوزع الجمل والحروف المنتقاة لأعمال صغيرة لا تقدم ولا تؤخر.. بل إنها ستضع النقاط على الحروف لشابين مؤثرين نجحا بدرجة امتياز في قيادتهما لفريقهما الكروي لبر الأمان وسط موجة هائجة من المنافسة الشرسة..!! دعوني أفصح عن اسم الشابين أولا.. حتى تقتنعوا أيها السادة أن عربتي لم تخرج عن سكة الإنصاف.. وأن كلماتي لا تحتاج لمكياج..!! عبدالعزيز العفالق رئيس نادي الفتح.. وأحمد الراشد المشرف على قدم الفتح.. اسمان نموذجيان.. قدما لناديهما الشيء الكثير.. وسأختصر جهدهما في الدعم المادي من جيبهما الخاص.. وسياستهما في ملف التعاقد مع المدربين و ملف الأجانب والمحليين.. بالإضافة إلي قراراتهما في دعم مسيرة الفتح في دوري زين..!! ما يعجبني في هاتين الشخصيتين رغم عملهما المميز.. قلة الظهور الإعلامي إلا في حالات مهمة جدا تخص القضايا الكبيرة لناديهما.. حتى في خروج الراشد عن النص مع الاتفاقيين في الحادثة المعروفة.. لكنه عالجها بحكمة ونجح في تطويق المشكلة.. وأعاد المياه لمجاريها بين الناديين..!! ومع تفوق الفتح في الموسمين الماضيين.. مرورا بفوزه على النصر في الجولة السابقة.. فإنني لم ألحظ عليهما تناقضا في مواقفهما.. أو محاولة أي منهما في البروز على الآخر.. بالرغم من كونهما الداعمين الأساسيين للنموذجي في المرحلة الماضية.. بل الجميع يعرف مدى الكرم الذي يقدمه الراشد للاعبي فريقه عقب مباريات الفوز على الفرق الكبيرة من جيبه الخاص..!! سأكتفي بهذا السرد.. حتى لا تخرج عربة قلمي عن سكة الموضوعية.. والحكم لك عزيزي القارئ..!! لقد سجل كل من العفالق الرئيس والراشد المشرف.. محطة لذوبان الجزء في المجموع.. ورسما خطا أحمر للمزايدة على ناديهما في جو أسري قل أن نشاهده في ناد آخر خصوصا بين الداعمين..!! وبصراحة أكبر.. فإن لغة " الأنا" لم تجد لها موطأ قدم في ناديهما لعقلانية الشابين في قيادة الفتح رغم دعمهما السخي.. وتجاوبهما مع كل صغيرة وكبيرة تخص النموذجي..!! هذا التفاهم والانسجام والعقلانية والتضحية بين الشابين.. ذكرني بالزمن الجميل لثلاثي الاتفاق الذهبي عبد العزيز الدوسري وهلال الطويرقي وخليل الزياني.. تلك المسيرة التي أدخلت على خزينة الاتفاق الذهب المحلي والخارجي..!! أتمنى أن لا تكون عيني " حارة " على ثنائي الفتح الإداري.. وأن يمر عليهما هذا الإطراء بأمن وسلام.. حتى لا يتشاءم كل من أمدحه في المستقبل.. " الله يستر "..!! ولأنني وعدت القراء الكرام ألا أضيف أيا من البهارات.. فقد قررت أن أدخل في غفوة الظهيرة حتى تذبل أناملي عن الكتابة.. لكن ذلك لن يكون قبل إطلاق رصاصة العمل الإداري الفذ الذي تعاملت به إدارة الفتح مع نجمها أبو عبيد عندما أبعدته في بداية الموسم لقرار تأديبي.. ومن ثم أعادته في الوقت المناسب.. ليقدم كل ما في جعبته وما مستواه وهدفه المميز أمام النصر.. إلا نتيجة لقرار الثنائي العفالق والراشد..!! سأكتفي بهذا السرد.. حتى لا تخرج عربة قلمي عن سكة الموضوعية.. والحكم لك عزيزي القارئ..!!