شكراً للإعلام الجديد من أعماق القلب!.. فهو يسير جنباً إلى جنب في صف المواطن العربي البسيط بطريقة مذهلة تأسر العقول والألباب.. فهو يقدّم خدماته لهذا المواطن بأسلوب سحري لا يمكن تخيّله من قبل فترة وجيزة جداً! فانطلاقته المباركة تزداد زخماً وقوة وتأثيراً وتغلغلاً في تفاصيل حياته على كافة المستويات والأصعدة. هذه الانطلاقة المباركة شملتنا بخيراتها هذا الأسبوع هنا في المنطقة الشرقية وبالتحديد في مغسلة مستشفى الصدر القديم التابعة لمجمع الدمام الطبي أو حسب تسميته الشائعة مستشفى الدمام المركزي. فقد بث مواطن على اليوتيوب مقطع فيديو يصوّر الحالة المزرية لموقع وتجهيزات المغسلة والطريقة المقززة وغير الملائمة جداً في غسل الأغطية والملاءات وتجفيفها على خيوط نشر مربوطة على أعمدة في ساحة مفتوحة أمام المغسلة بحيث تتم عملية التجفيف والتعقيم في الهواء، غير الطلق بالطبع، لأنه مخلوط حسبما أوضح الفيديو برائحة العرق البشري المتصبّب من عمال المغسلة وذرات الغبار المتطايرة والروائح المنبعثة من الأكياس السوداء القريبة من الشراشف والصدأ المتساقط من سيارة النقل «دينا»! معالي الوزير.. أنا كمواطن لا يعنيني كثيراً ان كانت المغسلة قديمة او جديدة او ان هناك مشروعاً لمغسلة مطورة، وذلك حسب البيان الذي أصدرته المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الدمام، ما يهمني ويقلقني هو أن هذه المغسلة ما زالت تقدّم خدماتها للمرضى وتعمل تحت مظلة وزارة الصحة وتطبّق عليها أنظمة وقرارات وزارة الصحة وبالتالي تعدّ جزءاً لا يتجزأ من منظومة الوزارة التي تفاخر ونفخر بها نحن ايضاً بسجلها الريادي العالمي في اجراء عمليات فصل التوائم وغيرها من العمليات الجراحية المعقدة الأخرى. معالي الوزير.. الصورة المحزنة والمقززة التي ظهرت بها هذه المغسلة لا تعكس البتة المبالغ المالية الضخمة المرصودة لوزارة الصحة من ميزانية الدولة على مدى السنوات الثلاث الماضية.. فإذا كانت مغسلة المجمع الطبي بمنطقة الدمام بهذه الحالة التي لا تسرّ صديقاً ولا عدواً، فكيف هي حالة مغاسل المنشآت الطبية والصحية بالمحافظات والهجر والمدن والقرى الأخرى التي تصنف بأنها من الأطراف. معالي الوزير، انا لا أدّعي ان لي دراية كاملة بالمعايير الصحية المتبعة في مغاسل وزارة الصحة ولكن كما يقال: الجزء يعبّر أو مرآة عن الكل في الكثير من الأحوال وبخاصة في أداء الأعمال التي تُدار بأسلوب ميكانيكي قياسي فيما يتعلق بالتنظيمات والاجراءات التعاقدية وغيرها من الأمور الإدارية الأخرى. لذا أجدها فرصة مواتية بالنسبة للوزارة لان تكون اختصاصات اللجنة المشكّلة من قبل الوزارة لا تنحصر مهامها فقط في متابعة مهزلة مغسلة مستشفى الصدر بالدمام، وانما يُعهد لها مهمة تقييم كافة مغاسل المنشآت الطبية والصحية التابعة للوزارة بحيث يطلق على اللجنة اسم المواطن الذي بث فيديو مغسلة الدمام بعد التأكد من كافة التفاصيل الأخرى المرتبطة بهذا الفيديو.. وهذا تكريم مستحق لمواطن أطلق صافرة التنبيه وفي حالة قيام الوزارة بتطبيق هذا الاقتراح بتكريم المواطن بطريقة أخرى، فان هذه الخطوة ستزيد من مصداقية الوزارة لدى المواطن في ظل هذا الانفتاح الإعلامي المتشعّب وسترسخ صورة ذهنية ايجابية مؤداها انها تسعى إلى تقديم خدماتها إلى الجميع بكافة الوسائل والطرق المتاحة بالشراكة مع المواطن وان وجّه لها سهام النقد اليوتيوبي المسبّب لا اصدار البيانات وتكوين اللجان العليا ! [email protected]