مجتمعنا كأي مجتمع آخر على وجه الأرض، يحدث فيه ما يحدث من أمور الله سبحانه وتعالى نهى عنها، ومنها قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق. وقد شرع الله سبحانه وتعالى القصاص لأن فيه حياة، وكل مرة تحدث مثل هذه الجريمة يندم الفاعل بعد فوات الأوان، وهنا لا أتكلم عن القاتل المجرم الذي أرهب الناس وهتك العرض وسرق ثم قتل من وقف في طريقه، لكن أتحدث عمن انتابتهم نوبة غضب بسبب حادث سيارة بسيط أو مشادة كلامية بين مراهقين ويكون الغضب والحمية هما سيد الموقف، وبضربة طائشة تكون مميتة، فقد حذر الرسول (صلى الله عليه وسلم) من الغضب، بل وأعطي دروسا في كيفية التعامل مع الغضب، وعند وقوف القاتل أمام القاضي ويكون الحكم بالقصاص يقوم أهل القاتل وبعض أهل الخير بمحاولات لعتق الرقبة، وأنا هنا لا أقول: إن أهل الدم ليس لهم الحق في المطالبة بالقصاص أو الدية، فالله سبحانه وتعالى هو من يعلم مدى حزنهم على ابنهم المقتول. بين الفترة والأخرى نسمع بتنازل عن الدم مقابل دية تبلغ العشرات من الملايين ويطالبون أهل القاتل بسداد هذه العشرات من الملايين خلال عدة أشهر ، وهذا يضع أهله وقبيلته في دوامة، والأكثر من ذلك يكون هذا الإجراء تعذيبا ما بعده تعذيب للإنسان القابع في السجن. وبين الفترة والأخرى نسمع بتنازل عن الدم مقابل دية تبلغ العشرات من الملايين ويطالبون أهل القاتل بسداد هذه العشرات من الملايين خلال عدة أشهر ، وهذا يضع أهله وقبيلته في دوامة، والأكثر من ذلك يكون هذا الإجراء تعذيبا ما بعده تعذيب للإنسان القابع في السجن. و أنا لا أعلم لماذا لا تقوم الدولة بوضع وسن قوانين لموضوع الدية المبالغ فيها، مع الأخذ في الاعتبار أن المقتول قد يكون العائل أو أحد العائلين لأسرته. ففي هذه الحالة من الممكن أن تكون طلبات الدية هي تأمين مسكن لعائلة المقتول وإعطائهم مبلغا من المال الذي يكفل لهم عيشة كريمة، وكذلك من الممكن التكفل بتكاليف الدراسة للأبناء والبنات حتى لا يتيهوا ويكونوا عرضة للضياع، ويكون أجرهم عند الله سبحانه وتعالى عظيم عند العفو، لكن أن يقوم أهل الدم بمطالبات لمبالغ خيالية فكأنهم يتاجرون بدم الميت. إنه من الضروري أن يكون دور الأسرة كبيرا في تربية الأبناء على كيفية التعامل مع الغضب وأسلوب الحمية وتعليم الأطفال عن عدم جدوى التفاخر الذي قد يستفز الآخرين. [email protected]