جسّد مواطنون سعوديون بعفوهم عن قاتلي أبنائهم, سماحة وروح الإسلام , واعتلاء صفحة الكرم بتحقيقهم لمقولة: "العفو من شيم الكرام"؛ الأمر الذي وصفه خادم الحرمين الشريفين في لقائه مؤخراً مع عدد من الأسر لتنازلهم عن قاتلي أبنائهم لوجه الله تعالى، بالجود, وأكد – حفظه الله - أن حظ الشعب السعودي أنّ فيه أجواداً، وفيه رجال يعرفون واجباتهم الدينية والأخلاقية. وغالباً ما يكون العفو في الجرائم التي تحدث بسبب حادث سيارة أو مشادة كلامية بين مراهقين ويكون الغضب والحمية هما سيد الموقف، وبضربة طائشة تكون مميتة. ورحلة العفو تبدأ بمساعٍ خيرة من قبل وجهاء وأعيان المنطقة, وصل الأمر إلى شفاعة خادم الحرمين الشريفين, الأمر الذي يغلب عليه في النهاية التنازل لوجه الله وعتق رقبة القاتل من حد السيف. وهناك بعض حالات مغالاة في الديات فتصل في بعض الأحيان إلى العشرات من الملايين ويطالبون أهل القاتل بسدادها خلال عدة أشهر، الأمر الذي دفع كتّاب رأى بالصحف أمثال الكاتب عبد اللطيف الملحم باقتراح سن قوانين للدية المبالغ فيها، مع الأخذ في الاعتبار أن المقتول قد يكون العائل أو أحد العائلين لأسرته, وأشار إلى أنه في هذه الحالة من الممكن أن تكون طلبات الدية هي تأمين مسكن لعائلة المقتول وإعطائهم مبلغاً من المال الذي يكفل لهم عيشة كريمة، وكذلك من الممكن التكفل بتكاليف الدراسة للأبناء والبنات حتى لا يتيهوا ويكونوا عرضة للضياع. وكشف الشيخ الدكتور علي المالكي مستشار صاحب السمو الملكي الأمير العقيد طيار ركن تركي بن عبد الله بن عبد العزيز، مؤخراً عن فكرة مشروع تدرس في إقامة جمعية أو مؤسسة خيرية تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين، مهمتها مباشرة قضايا العتق من القصاص وتضم في عضويتها أمراء ومشايخ وعلماء ورجال أعمال، لتعمل تحت مظلة رسمية وبمنهجية محددة، تسعى إلى إقناع ذوي القتيل بالتنازل عن القصاص في حالات تدرسها الجمعية، وتكون بذلك قطعاً لدابر المتاجرين بالدماء والمتربحين منها من وسطاء ومنتفعين. وتبقى الروح السمحاء للسعوديين هي السائدة, ابتغاء وجه الله طمعاً في جزاء لا يقدر عليه العباد من رب العباد.