من أجمل الأشياء في احتفالات اليوم الوطني أن جميع المحتفلين صغارا وكبارا في جميع أرجاء المملكة خرجوا بعفوية ليقولوا للعالم أجمع: نحن جسد واحد. لم يكن هناك أوامر أو تنسيق مع من سيحضر أو من لم يحضر. الكل كان سعيدا ويعبر عن فرحة الوطن والمواطن. الكل كان يلبس الأبيض والأخضر ، والكل قال: نحبك يا ملك ونحبك يا وطن. إن ما يحصل في اليوم الوطني ليس جديدا على القيادة أو الشعب. فالحب في القلوب منذ القدم، وهذا ما يجعل ذاكرتي تعود حول ما ذكره لنا آباؤنا وأجدادنا حيال بيت عزيز علينا اسمه (بيت البيعة). ففي مساء يوم الخامس من الشهر الخامس من عام 1331 من الهجرة فتحت أسر الأحساء جميعها قلوبها لمؤسس هذا الوطن، وفي تلك الليلة المباركة تشرفت إحدى أسر الأحساء وهي أسرة الملا عندما فتحت أبواب بيتها ليدخله أعظم قادة هذا التاريخ الحديث. إنه البطل المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه وهذا البيت هو بيت الشيخ عبد اللطيف الملا رحمه الله الواقع في حي الكوت بمدينة الهفوف،خرجوا بعفوية ليقولوا للعالم أجمع : نحن جسد واحد. لم يكن هناك أوامر أو تنسيق مع من سيحضر أو من لم يحضر. الكل كان سعيدا ويعبر عن فرحة الوطن والمواطن. الكل كان يلبس الأبيض والأخضر ، والكل قال: نحبك يا ملك ونحبك يا وطن. ورغم أن هذا البيت مبني منذ زمن طويل، إلا أنه لايزال شامخا ومليئا بالذكريات، و منذ تلك الليلة أصبحت الأحساء تحت حكم عبد العزيز. فالكل أعلن أن الحكم لله ثم لعبد العزيز. لقد حدث كل شيء بطريقة عفوية وسلاسة لم يشهد التاريخ الحديث مثلها. لقد تغيرت الأحوال في الأحساء من انعدام للأمن والأمان إلى واحة من الاستقرار والطمأنينة. وقد أسهمت أسرة الملا بالشيء الكثير لخدمة هذا الوطن. فمنذ القدم قدمت هذه الأسرة قضاة وعلماء ومشايخ ممن نبغوا في علم الافتاء، وإلى التاريخ الحديث فإن أسرة الملا أنجبت الكثير من أصحاب المناصب العليا والمواهب في علوم الدين والعلوم الحديثة، ولهذه الأسرة دور كبير في تشجيع العلم والقراءة الحرة. فلا أزال أذكر أيام طفولتي عندما أذهب إلى مكتبة الملا أمام قيصرية الأحساء وأنهل منها قدر ما أستطيع وأشتري منها كتباً لا يزال ما قرأته في ذاكرتي. فقد أدت هذه المكتبة دورا كبيرا يوازي دور أكبر المكتبات العامة. [email protected]