تحتفي المملكة حكومة وشعباً باليوم الوطني المجيد الذي يذكّرنا بإعلان المؤسس الملك عبدالعزيز – رحمه الله – توحيد أجزاء هذه البلاد الطاهرة تحت اسم (المملكة العربية السعودية)، بعد جهاد تواصل (32) عاماً أرسى خلاله قواعد هذا البنيان على هدي كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم).. سائراً بذلك على نهج أسلافه من آل سعود، ومحققاً هدفه النبيل ليستمر أبناء المؤسس من بعده في السير على هذا النهج حتى عهد الخير والنماء، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «حفظه الله». الذي حققت المملكة في عهده كثيراً من المنجزات والنماء والازدهار في شتى المجالات. وتحل هذه المناسبة السعيدة لليوم الوطني مشرقة كل عام، يقف معها أبناء المملكة باعتزاز وتقدير، ووقفة تأمل وإعجاب لهذا الكيان الشامخ الذي استطاع أن يتخطى العوائق والصعاب والتغلب على التحدّيات بفضل الله أولاً وتوفيقه، ثم بالإيمان القوي وصدق التوجّه والوحدة الوطنية التي تترسّخ في ظل شرع الله، والعدل في كل مناحي الحياة. نعم يتذكّر أبناء هذا الشعب جميعاً في هذه المناسبة الغالية، ما تحقق لهذه البلاد وإنسانها من خير وفير، ووحدة، وأمن وأمان، ورخاء عمّ كل بقعة من ترابها، منذ عهد المؤسس الذي عمل وكافح وسطَّر، على تراب هذا الوطن الغالي، ملحمة جهادية استطاع من خلالها إرساء قواعدها على هدي الكتاب والسُّنة، وجمع قلوب أبنائها على هدف واحد لتنشأ بفضل الله وكرمه في تلك الفترة التي لا يزال التاريخ شاهداً عليها دولة فتية تزهو بتطبيق شرع الله وتصدع بتعاليمه السمحة وقيمه الإنسانية العادلة حتى وقتنا الحاضر. هنا نتذكر كلمته – حفظه الله – في إحدى المناسبات حينما ذكر (أننا لا نستطيع أن نبقى جامدين والعالم من حولنا يتغيّر، ومن هنا سوف نستمر بإذن الله في عملية التطوير، وتعميق الحوار الوطني، وتحرير الاقتصاد، ومحاربة الفساد، والقضاء على الروتين، والرفع من كفاءة العمل الحكومي، والاستعانة بكل الجهود من المخلصين العاملين من رجال ونساء). وتشهد المملكة اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – منجزات تنموية عملاقة على الصعيد الداخلي، وحضوراً أساسياً مميّزاً في بناء المواقف والتوجُّهات من القضايا الإقليمية والدولية على المستوى الخارجي. ولقد شهدت ميزانية الدولة في عهد الملك عبدالله أضخم ميزانية عرفتها المملكة، وتم تخصيص مبالغ كبيرة منها لتحقيق نقلة نوعية في مجال تنمية القوى البشرية التي تمثل الدعامة الأساسية للتنمية الشاملة، وشملت المشروعات في القطاعات التعليمية، والصحية، والاجتماعية، والنقل، والصناعة، والكهرباء، والمياه، والزراعة، والبلديات وغيرها من القطاعات الأخرى التي تمسُّ حياة المواطن.. تنميته وأمنه واستقراره. وشهدت المشاعر المقدَّسة خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية في الخدمات لضيوف الرحمن وحجاج بيته الحرام. وكان المشروع الضخم والفريد من نوعه لتطوير الجسر ومنطقة الجمرات، وأكبر مشاريع التوسعة للحرمين الشريفين، لتكتمل منظومة الأمن والسلامة لحجاج بيت الله الحرام بمشعر منى. وقيادتنا الرشيدة لم تمسك يداً عن شقيق أو صديق يتطلع إلى العون والمساندة والإغاثة. وما تفعله المملكة وتقدّمه للأشقاء والأصدقاء فعلته وقدّمته لمواطنيها منذ البداية حتى حققت مستوى من النمو والتطوير والرخاء والرفاهية والاستقرار لكل مواطن ومقيم، فأصبح الجميع يعيشون حياة عصرية راقية بكل معنى الكلمة. وإننا في ذكرى هذا اليوم المجيد الذي يُعتبر وثيقة في جبين التاريخ عندما ننظر إلى الماضي نستلهم العِبر والدروس، ونتطلع في نفس الوقت إلى المستقبل، ونحن أكثر إيماناً، وأكثر قوة، وأكثر قدرة على العمل والانجاز والعطاء فطموحاتنا الوطنية والإنسانية لا حدود لها في التقدّم والازدهار. وهنا نتذكر كلمته – حفظه الله – في إحدى المناسبات حينما ذكر (أننا لا نستطيع أن نبقى جامدين والعالم من حولنا يتغيَّر، ومن هنا سوف نستمر بإذن الله في عملية التطوير، وتعميق الحوار الوطني، وتحرير الاقتصاد، ومحاربة الفساد، والقضاء على الروتين، والرفع من كفاءة العمل الحكومي، والاستعانة بكل الجهود من المخلصين العاملين من رجال ونساء، وهذا كله في إطار التدرّج المعتدل المتمشي مع رغبات المجتمع المنسجم مع الشريعة الإسلامية).. فهذه الكلمة نابعة من أعماق قلب ملك الإنسانية، حيث أوضح أن مصلحة المواطن فوق كل شيء، وأن لديه رسالة وسوف يؤديها بكل أمانة واقتدار. وكان للملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – دور بارز أسهم في إرساء دعائم العمل السياسي الخليجي والعربي الإسلامي المعاصر، وصياغة تصوُّراته، والتخطيط لمستقبله، حيث تمكّن – حفظه الله – بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً، وأصبح للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي، وشكَّلت عنصر دفع قوياً للصوت العربي والإسلامي في جميع حوارات العالم على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته. نسأل الله أن يُديم على وطننا العزيز ما ينعم به من أمن ورخاء واستقرار، ورغد العيش في ظل رعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، والنائب الثاني وحكومته الرشيدة، إنه على كل شيء قدير، وبالله التوفيق.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. [email protected]