شهدت مملكتنا الغالية منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – إنجازات قياسية وتطوراً هائلا وسريعاً في جميع المجالات في عمر من الزمن تميز بالشمولية والتكافل ليشكل ملحمة تاريخية عظيمة لبناء وطن وقيادة أمة.. قادها بكل حب وإخلاص ملك القلوب والإنسانية. لقد اتسم عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – بسمات حضارية رائدة جسدت ما اتصف به – رعاه الله – من صفات متميزة من أبرزها تمسكه بكتاب الله وسنة نبيه، وتفانيه الدائم في خدمة وطنه ومواطنيه وأمتيه الإسلامية والعربية والمجتمع الإنساني بأجمعه في كل شأن وفي كل بقعة من الأرض، كما يتمتع – حفظه الله – بقدرة فائقة على التعامل مع الغير، وتفهم الثقافات الأخرى، وبعده عن الانغلاق والتحجر، فكان دائماً ما ينشد إلى الوحدة الإسلامية التي يرى فيها الأمل لنهضة الأمة وعودة أمجادها الماضية والخروج من الأزمة الحضارية الحالية التي تعاني منها الأمة الإسلامية ومواجهة التحديات ورسم الخطط التي تتواكب مع التغيرات الدولية وتطوراتها وبلورة رؤية تستشرق آفاق مستقبل العالم الإسلامي في القرون القادمة إن شاء الله. وهنا نتذكر كلمته – حفظه الله – في إحدى المناسبات حينما ذكر (أننا لا نستطيع أن نبقى جامدين والعالم من حولنا يتغير، ومن هنا سوف نستمر بإذن الله في عملية التطوير، وتعميق الحوار الوطني، وتحرير الاقتصاد، ومحاربة الفساد، والقضاء على الروتين، والرفع من كفاءة العمل الحكومي، والاستعانة بكل الجهود من المخلصين العاملين من رجال ونساء، وهذا كله في إطار التدرج المعتدل المتمشي مع رغبات المجتمع المنسجم مع الشريعة الإسلامية).. فهذه الكلمة نابعة من أعماق قلب ملك الإنسانية، حيث أوضح بأن مصلحة المواطن فوق كل شيء، وأن لديه رسالة وسوف يؤديها بكل أمانة واقتدار. وكان للملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – دور بارز أسهم في إرساء دعائم العمل السياسي الخليجي والعربي والإسلامي المعاصر، وصياغة تصوراته، والتخطيط لمستقبله، حيث تمكن – حفظه الله – بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً، وأصبح للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي، وشكلت عنصر دفع قوي للصوت العربي والإسلامي في جميع حوارات العالم على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته. ومن هنا علينا أن نعلم أن يوم السادس والعشرين من جمادى الآخرة لعام 1426ه يوم تاريخي في مسيرتنا الوطنية، حيث تمت فيه البيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رعاه الله – والذي أكمل مسيرة التنمية والتقدم في ظل الأمن والأمان والاستقرار الذي ننعم فيه من عهد والده المؤسس الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – ومن بعده إخوانه البررة – يرحمهم الله –، ونحن اليوم نجدد البيعة الخامسة بالولاء والحب والوفاء لملك العطاء. عزيزي القارئ : نجد أن الشعوب المتقدمة حضارياً، تجد في المناسبات الوطنية ضالتها أياً كانت من أعياد وطنية أو ذكرى أو استقلال أو وحدة، نجدها تسخر كل منابرها الثقافية والإعلامية ومؤسساتها الأكاديمية والعلمية وذلك لرفع منسوب الشعور بالمسؤولية الوطنية في نفوس أبنائها، وتنمية الحس الوطني والولاء والانتماء لديهم. فهنيئاً لنا بملك القلوب وسلطان الخير ونايف الأمان ولهذا الوطن الغالي ولحكومتنا الرشيدة، سائلين المولى عز وجل أن يديم على مقامه الكريم الصحة والسداد وعلى بلادنا ومن عليها الخير والبركات.. عاهدت فصدقت.. ووعدت فأنجزت.. فهنيئاً لأبناء الوطن بما صنعت.