كلمة خادم الحرمين الشريفين في مؤتمر ظاهرة التكفير التي ألقاها نيابة عنه سمو الامير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني وزير الداخلية توضح موقف المملكة من ظاهرة التكفير والتزام المملكة بالمنهج الوسطي المعتدل وهي معبّرة حقاً عن المنهج الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين في عدم مصادرة حرية أي فكر ما دام في اطاره المعتدل، وان قضايانا الاجتماعية مطروحة للنقاش بين ابناء الوطن الواحد، وهو المسلك الذي تم التوافق عليه بين فئات الشعب السعودي في اطار وحدة وطنية جامعة تؤمن بالثوابت وقيم الاعتدال. عانت المملكة بشكل كبير من ظاهرة التكفير وشيوعها من خلال استغلال الإسلام وتفسيره من قبل اطراف لها مقاصد تحرّف الهدف الاسلامي الاصيل الذي تسير عليه المملكة في سياستها الداخلية والخارجية، والمملكة عانت من التطرف الفكري والاجندات الخارجية التي تستغل شبابها وشباب العالم الإسلامي من اجل رميهم في لجج الفتن والقتال. كما أكد خادم الحرمين الشريفين في كلمته الدقيقة «لقد غرر ببعض أبنائنا فئات نعلم ما وراءها من ارادة السوء بهذه البلاد فضلاً عن فئة اخرى تتلقف ما يرد على فكرها من نظريات التطرف والضلال». نعم المملكة مستهدفة لمواقفها السمحة النبيلة التي تدعو الى التآخي والسلام بين المجتمعات والدول وهناك من لا تعجبه مواقف المملكة لأهداف سياسية معروفة ولتحقيق شقاق بين المسلمين ولكسب النقاط والمصالح الضيقة لأجنداتهم المشبوهة، ولن نحيد عن موقفنا لأن للمملكة دوراً رائداً في العالم الاسلامي، وفي الاسرة الدولية من خلال قيادة العالم الاسلامي نحو آفاق أرحب في قضايا السلام والتنمية واشاعة الرخاء والتآخي بين شعوب العالم. الإسلام الذي تطبّقه المملكة في سياستها ينمّ عن وعي تاريخي وحضاري لإشكالية العصر في شيوع ظاهرة التطرف والغلو في الأفكار والأيديولوجيات ولأننا في ارض الحرمين الشريفين سنبقى مدافعين عن قيم الإسلام النبيلة، ومحاربة كل ضال يحاول ان يشوّه صورة المملكة او يستغل اراضيها لتمرير اجندته المتطرفة، واتخذت المملكة خطوات كبيرة في تجفيف منابع الارهاب ومصادره المالية من خلال اجراءات حازمة تدل على فهم عميق لخطورة فكر التكفير والدمار الذي يلحقه بالمجتمعات والدول، وسنبقى الحصن القوي ضد أي اجندات تحاول ان تستغل شبابنا او تغرر بهم او تدفعهم لمواطن الفتن، وهذا ما تسير عليه المملكة منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قائد الاصلاح والاعتدال في العالم الاسلامي.