مع بدء العام الدراسي الجديد تبقى هناك مشكلة دائمة تقريبا في بيوت كثيرة حيث الأطفال الذين يدخلون عالم المدرسة لأول مرة ما يجعلهم ينفصلون عن البيت لوقت لم يتعودوا فيه علي ذلك.. لذا لابد من تسليط الضوء على حياة الطفل الذي سينتقل من المنزل إلى المدرسة بالسنة الدراسية الأولى له حيث ينتقل من حضن الأم كي تحتضنه المدرسة لساعات عديدة باعتبارها المؤسسة الثانية للتنشئة بعد الأسرة. هذه المرحلة تعتبر من المراحل الحاسمة والأساسية في حياة الطفل، وتتجلى خطورة الموقف عندما نرى الكثير من الأمهات يرافقن أبناءهن الصغار لفترة زمنية تزيد كثيراً عن مدة إيصاله لمدرسته وإلى القاعة الدراسية حيث نجد البعض يعلو صراخه الرافض للدخول إلى المدرسة وإلى الحصة الدراسية مع تمسكهم الشديد بالأب أو بالأم بشكل خاص، كيلا تغادر وتتركهم في المدرسة الأمر يجعل الأبوين في ورطة حقيقية، فهما لا يعرفان كيفية جعله يحب الحضور إلى المدرسة دون بكاء ومعاناة يومية مستمرة، ومثالاً على ذلك تلك الأم التي عانت الأمرّين في اليوم الأول من إيصال طفلها لصفه الأول بعد أن تصببت عرقاً ريثما أدخلته صفه، وعند عودتها للمنزل لتجد ابنها هارباً من المدرسة إليها, لذا تبدو أهمية علاج هذه الظاهرة التربوية السلبية في مجتمعنا كي يعيش الطفل حياته المدرسية بشكل طبيعي، ولكيلا تقلق الأم باستمرار على طفلها بعيداً عن بكائه وصراخه وتحايله بالمرض وغيره, وتختلف هذه الظاهرة بين أسرة وغيرها وبين مدرسة وأخرى، وبين الأم العاملة والأم غير العاملة المتفرغة للمنزل، إذ لا شك بأن الأم المتفرغة للمنزل أكثر معاناة من هذه الظاهرة لا سيما أن طفلها اعتاد على ألا يفارقها إلا في حالات بسيطة أو ربما كانت تصحبه معها في معظم الأماكن, أما اذا كانت الأم عاملة فيكون القلق أقل لأنه اعتاد على المكوث لأوقات بدونها. وينصح الإخصائيون الاجتماعيون الأسرة بأن تنشّئ الأبناء تنشئة صحيحة بعيدة عن الدلال الزائد وتلبية كافة احتياجات أطفالهم في كل الظروف وفي كل الأوقات، ومطلوب من الأسرة أن تكون متفاعلة بشكل تام مع المدرسة وتوجيهاتها والنصائح المقدمة، ومطلوب من المدرسة في الوقت نفسه أن تعطي الطالب الجديد صورة جميلة عن المدرسة، وانطباعات في غاية الإيجابية خاصة في اليوم الأول، إضافة إلى الأيام الأخرى لكيلا ينفر من المدرسة ويحاول الهروب منها، وذلك يقع على عاتق إدارة المدرسة وعلى مفاصلها بالكامل من المدير إلى الموجه حتى المستخدم كيلا يشعر الطفل بأي شعور غريب مستهجن وهو بعيدٌ عن أمه ووالده وإخوته. و يتوجب على إدارة المدرسة حماية الطلاب الجدد من الطلاب الذين يكبرونهم سناً كيلا يتعرضوا للضرب أو المضايقات كي يصبح لديه اندفاع ذاتي للحضور إلى المدرسة، وما نريد الوصول إليه بالنتيجة هو الدور الكبير الذي يقع على عاتق المرشدين الاجتماعيين في تقديم المساعدة والخدمة الاجتماعية لهذه الفئة مع تزويد أسرهم بالمهارات السلوكية المناسبة للتعامل مع هذه الظاهرة وعلى الأم ألا تضربي طفلها إذا رفض يوماً الذهاب إلى المدرسة.. فذلك يجعل من المدرسة في ذهنه قريناً للعقاب.. وقد يكون سبباً في كرهه للمدارس للأبد.. وإذا حدث ذلك يوماً أخبري المدرسة وهي تشاركك الحل. وراعي احتياج طفلك للنوم فعليه يتوقف مستوى انتباهه وتحصيله في الفصل وتفاعله مع معلميه.. فاحرصي أن ينال قسطاً مناسباً من النوم ويفترض أن يعتمد ابنك على نفسه في تناول طعامه.. وارتداء ملابسه وقضاء حاجته.. فإذا كان يعاني من أي مشكلة في هذا الصدد.. أخبري معلميه ليأخذوا ذلك في الاعتبار.